كنت متوقعا خسارة الزمالك أمام النجم التونسي ولم أتوقع رباعية أو خماسية تحتضن الشباك البيضاء، فأكثر المتشائمين كان يرى أن الخسارة بهدفين غاية المنتهى للفريق الساحلي.
ربما كان تشاؤمي لأسباب لا تحتاج عبقرية أو تفكيرا عميقا.. فالفريق مازال منتشيا بالفوز بكأس مصر وذهب الى تونس ليس للقاء النجم بقدر الاحتفال بجمعة بطولتي الدوري والكأس على شواطئ مدينة سوسه الساحرة المعروفة بجوهرة المتوسط واصطحبت البعثة لزوم الاحتفالية الكبرى وقد ضمت مجموعة من الزملاء الصحفيين المتميزين تشكر إداراة النادي على هذه اللفتة الكريمة التي ساهمت بشكل أو بآخر في سفرهم.
لم يكن الجهاز الفني واللاعبون بعيدين عن هذه الأجواء ومهما كانت خبرة وفنيات الجهاز الفني وتهيئته النفسية للاعبيه من الصعب التحكم في مشاعر اللاعبين وإبعادهم عن نشوة الفوز خاصة أن بطولة الكأس توجت بالإطاحة بالمنافس التقليدي الأهلي المحتكر للبطولات طوال السنوات الأخيرة فكان الفوز فوزين.. والفرحة فرحتين..
هذه النشوة غلفتها ثقة زائدة من جانب لاعبي الزمالك انعكست على أدائهم وغزتها الصحافة التونسية بحسن أو بسوء نية بأن موقف النجم صعب في هذه المباراة لتفوق الزمالك فنيا وبدنيا.
ومع مرور الوقت شعرت بأن القادم من المباراة غاية في السوء في ظل غياب الوسط والقائد «المايسترو» الذي يقود الفريق دفاعا وهجوما، فغاب هذا القائد وتاه من خارج الخطوط البرتغالي فيريرا، الذي كان علي ما يبدو يشاهد فيلما مرعبا!!
حضر الزمالك جسدا وغابت روحه في ملعب المدينة الساحرة وزاد من الأزمة صغر سن بعض اللاعبين وضعف خبرتهم الأفريقية والدولية ويظهر جليا في المواقف الصعبة وكيفية التحكم الانفعالي والنفسي وتقنين الإفراط في السعادة حتى لا يكون الحزن أعمق ساعات الانكسار.
لقاء العودة لن يكون سهلا حتى لو حضر الجمهور الذي سيكون عامل ضغط ومرهقا على اللاعبين مع مرور كل دقيقة وسلاح الداهية فوزي البنزرتي السبت المقبل في مفاجأة الأبيض بهجوم مفاجئ مباغت مستغلا المساحات الخالية خلف الدفاع المصري في ظل وجود لاعبين مميزين في الهجمة المضادة مثل ايهاب المساكني وبغداد بونجاح وعليا البريقي ومروان تاج وغيرهم على طريقة الملاكم الماهر الذي يوجه للمنافس لكمات خاطفة سريعة تجهز عليه.
هز شباك النجم برباعية تبدو صعبة والأصعب الحفاظ على الشباك البيضاء نظيفة أضمن أن يسجل الزمالك رباعية ولا أضمن ألا تهتز شباكه وقد يرى البعض عدم منطقية هذه القراءة للقاء الحسم السبت المقبل لكن رؤيتي أن أضعف خطوط النجم دفاعه ورغم أن تضييق المساحات المتوقعة والضغط على نجوم الزمالك في كل مساحة بالملعب قد يصعب مهمة التهديف إلا أن خبرة ومهارة وسرعة محمود كهربا وأيمن حفني ومصطفى فتحي والقدرة التهديفية لباسم مرسى قادرة على إنهاء الشوط الأول بهدفين نظيفين وقتها ممكن القول الزمالك يقترب من استلام تأشيرة التأهل.. يبدو حلما.. لكن خلينا نحلم..!!