حسن المستكاوى
الفبركة فى الإعلام الجديد
** الإعلام الجديد هو المواقع الإلكترونية، وصفحات التواصل الاجتماعى الشخصية. وهذا الإعلام بات منافسا قويا للإعلام الورقى والتليفزيونى، وهناك مواهب حقيقية فى الإعلام الجديد وهم شباب متصل بالعالم، يعلم ويتعلم. لكن هناك أيضا فى هذا الإعلام من يظن أنه لا يستحق الاهتمام بالدقة والأمانة والمهنية، ويظن كذلك أنه مخفى وغير مشهود، وهذا الإخفاء يمنح صاحب القلم حرية الفبركة والادعاء..!
** قبل مباراة الأهلى والزمالك فى نهائى كأس مصر قال أحد المواقع:
«أكد حسن المستكاوى المحلل الرياضى أن كفة الأهلى أرجح فى الفوز على الزمالك وأضاف مؤكدا أن هناك عدة عوامل على رأسها فريق الزمالك نفسه بالإضافة إلى دكة البدلاء التى تجمع عددا من اللاعبين القادرين على تغيير نتيجة المباراة. (وللكلام بقية لكنه كلام مخلل بالخاء وليس محللا)!
** بعد المباراة التى انتهت بفوز الزمالك على عكس «تخليلى المنسوب لى» قال الموقع نفسه ما يلى:
قال الناقد الرياضى حسن المستكاوى ان الزمالك استحق لقب الكأس لانه واجه فريقا فعل كل «الأخطاء الممكنة» فى كرة القدم فى مباراة واحدة سواء اللاعبين أو الجهاز الفنى.. الأهلى لم يكد يتلقى الهدف الأول والذى رغم انه جاء مبكرا، الا ان لاعبى الأهلى اشعرونى وكأنهم خسروا المباراة تماما».
** وأضاف الموقع على لسانى: «وقال المستكاوى خطة فيريرا بالاعتماد على 7 لاعبين كاملين ذوى نزعة دفاعية جاءت بثمارها.. بعدما لعب على أخطاء الأهلى وليس براعته هو.. وبالفعل استغل «القناص» باسم مرسى خطأين فادحين لحسين السيد وباسم على وانهى المباراة اكلينيكيا (كلمة قديمة مازالت تستخدم)!
** «ويأتى السؤال هل ساعد فتحى مبروك فريقه وهو خاسر؟ (وفقا لسيناريو الكاتب يبدو أننى أنا الذى يسأل)… الإجابة لا.. (أنا إذن الذى يجيب) بل على العكس.. ارتكب مبروك اكبر خطأ فنى يمكن ان يحدث عندما قام بتغيير اول غير مفهوم على الاطلاق بإدخال الوافد الجديد حمدى زكى بدلا من باسم على… وهنا لم اعرف ماذا كان مركز حمدى زكى… فهو لم يكن رأس حربة ليساعد عمرو جمال.. ولم يكن لاعب خط وسط ليساعد عبدالله السعيد وعاشور…»، (لا أعلم أن هناك لاعبا فى الأهلى اسمه حمدى زكى)!
«وقال كارثة الأهلى الكبرى كانت فى عدم قيام عبدالله السعيد بدور ناقل الهجمات من الخلف للامام.. وهو الامر الذى تركه لحسام عاشور والذى يعتبر فى مهارة التمرير اقل من السعيد….».
** «تغييرات فيريرا فى الشوط الثانى كانت مباشرة ومنطقية ولم يغير أسلوب لعبه أو خطته.. فيما جامل فتحى مبروك عماد متعب بالدخول.. وأبقى صالح جمعة على الدكة طوال اللقاء.. وهو اللاعب الذى كان بحاجة ماسة له…».
** انتهى هنا تحليلى أو تخليلى للمباراة.. وقد يعجبك، وقد تراه فكاهيا ساذجا.. لكن المشكلة أننى لم أعرف بموعد المباراة. ولم أشاهد المباراة. ولم يكن يعنينى أن أشاهد المباراة. ولم أفكر حتى فى المباراة. ولم أهتم بمشاهدة المباراة حين أعيدت ليلا. ولم أعرف من سجل الأهداف. ولم أعلم بتشكيل الفريقين. ولم أكن موجودا فى مصر. وإنما كنت أؤدى فريضة الحج..
** هذا بعض الإعلام الجديد الذى يفبرك ظنا أنه مخفى.. ما خفى كان أعظم!