الأهرام
ريهام مازن
الحرة لا تأكل بجسدها!!!
(تجوع الحرة ولا تأكل بجسدها) تلك هي الجملة التي اختتم بها الزميل الإعلامي، تامر أمين فقرته والتي كان فيها أحد الضيوف، على برنامج "الستات ما بيعرفوش يكدبوا)..
وكان فريق البرنامج قد استضاف أمين ليوضح ويعلق على أرائه مؤخرا في الراقصات وخاصة موقفه من ترشح إحدى الراقصات في الانتخابات، والتي كانت مثار أحاديث الكثيرين.. ووصف أمين مهنة الرقص بأنها غير شريفة ولا يمكن أن يحترمها المجتمع! إحدى ضيفات الفقرة، اتهمت أمين بالرجعية الفكرية في هذه الجزئية وقالت أنه لا يصح أن يصدر مثل هذا الكلام من شخصية إعلامية مستنيرة.

قالوا في الأمثال: "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها".. ومعنى المثل: أنّ الحرة تُؤْثِر أنْ تجوع و لا تكون مُرْضعة لغير أولادها لِقاء أجرٍ تأخذه فيلحقها عيب، أي: لا ترضع لبنها بالأجرة ثم تأكلها.. ويُضرَب به: من يصون نفسه في الضرّاء عن المكاسب الدنيّة، أي لا يمنعه من صيانة نفسه شدّة فقره.
ورأيي الشخصي قد يطابق ما قاله الزميل في هذه الجزئية، فأنا أتفق أن تعرية الجسد ليست على الإطلاق، أي نوع من الفن، فالتعري في الرقص الشرقي يذكرني بأهل قريش، والتي كانت تصورها لنا أفلام زمان، فكانت تظهر قريش قوم مولعين باللهو والرقص وشرب الخمر ولعب الميسر.. فما من شك أن هذا النوع من الرقص (غير المحترم) يهيّج النفوس المريضة ويثير الغرائز، التي لا تعرف سُكناها.. وإذا كان نوعا طبيعيا من الفن، لما تطلب الأمر نفخ الصدور للتكسب من وراءها، وكذا إظهار عورات الجسد لإشباع الرغبات الباحثة عن الهاوية.. على العموم، الأغلبية الساحقة في هذا المجتمع المتدين، سواء المسيحي أو المسلم، لا تنكر هذه الحقيقة بأن الرقص الشرقي يحض على العُهر والرذائل.. وإذا كانت من أبدعن الرقص الشرقي بديعة مصبني وتحيا كاريوكا أو الفنانة سامية جمال، يعشن ليومنا هذا ويرين ما وصل إليه الرقص، لحتما كن سيصبن بذبحة صدرية، نتيجة لخلاعته والمسخرة التي يشهدها!
لكن ما أخالف فيه زميلي الإعلامي، هو أنه رفض ترشح إحدى الراقصات في البرلمان القادم، فمن حق أي شخص أن يرشح نفسه وفقا لقانون الانتخابات الحالي، لكن يبقى السؤال، إذا كان هناك تخوف من فرصة نجاح هذه الراقصة.. أطالب الجميع بالهدوء، فما تقوم به هذه الراقصة ما هو إلا "بروباجاندا" ودعاية إعلامية لنفسها قد لا تستطيع القيام بها وهي خارج دائرة الترشح.
ثم في النهاية من الذي يختار؟ الشعب بالطبع، وإذا كانت هذه هي رؤية الشعب فيمن يمثله، (فيستاهل كل اللي يجراله).. لكنني أظن أن الشعب نضج بما يكفي ليعرف كيف ومن يختار.. هكذا أعتقد وأتصّور، عموما ثقتي في المصريين وقدراتهم، الآن وبعد ثورتين، تفوق الحدود.

وأخيرا، من كل قلبي: أتمنى أن يكون هناك قانون ينظم المرشحين للانتخابات، ويقّر بمن يصلح أو لا يصلح مرشح للبرلمان، فأقل شيء أن من يمثل الشعب يكون منهم وبالطبع المهنة مهمة جدا، فأي عامل مصري شريف يستطيع الترشح، فالعمال هم صناع هذا الوطن الغالي.. أما المهن التي يتبين أنها تحض على الفسق والرذيلة أو لا يصلح أن تمثل شريحة كبيرة من المجتمع.. فأقل شيء أن يتم استبعادهم، والسبب لأنهم غير لائقين لتمثيل الشعب في البرلمان! أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم لعلكم تتقون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف