الأهرام
على بركة
رسائل الوزير
كل الزملاء الأعزاء الذين تناولوا قرار خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة بزيادة مكافآت الأبطال الحاصلين على ميداليات فى دورة الألعاب الإفريقية التى أقيمت أخيرا بالكونغو لم ينتبهوا لباقى القرارات الأخرى المتعلقة بالمكافآت، ومن ثم لم يتفهموا الرسائل الكثيرة التى أراد لها عبدالعزيز أن تصل للأبطال الفائزين بالميداليات، والأبطال الذين يجرى إعدادهم ليحصلوا فى الغد القريب على البطولات.

موقف الرجل من المكافآت يعكس إلى أى مدى أنه نافذ البصر والبصيرة.. فقد استغل البند العاشر من لائحة المكافآت «القديمة» والتى تمنح الوزير المختص الحق فى التعديل وفقا لرؤيته.. فكان أن ساوى متحدى الإعاقة بالأسوياء لأول مرة فى المكافآت، وأيضا سمح لأبطال اللعبات الفردية بالحصول على مكافآت مالية عن كل ميدالية دون حد أقصى حتى أن بطلة السباحة فريدة عثمان الحاصلة على ثمانى ميداليات متنوعة صار من حقها مبلغ 210 آلاف جنيه، وبلغ إجمالى ما قرره لأبطال رفع الأثقال وأجهزتهم الفنية مبلغ مليون وأربعمائة ألف جنيه مكافأة إحراز 41 ميدالية متنوعة.

ولم يبخس عبدالعزيز أبطال كرة اليد حقهم فى التكريم رغم أنهم حصلوا على ميدالية ذهبية، فكانت رسالة للعبات الجماعية بأن يجتهدوا ليحصلوا على المال بعد أن تم رصد مبلغ 614 ألف جنيه مكافأة للفريق.

رسائل الوزير كانت قوية وموجهة وكشفت عن فهمه العميق للبطولة وكيفية الوصول إليها وقد حققت البعثة المصرية فى الكونغو ـ فى عهده ـ رقما قياسيا تاريخيا غير مسبوق لم يحدث من قبل سواء فى عدد الميداليات بالبطولات الإفريقية أو فى الأزمنة التى تحققت.. وقد واكب ذلك انجازان غير مسبوقين أيضا، الأول احتلال فتاة مصرية اسمها رنيم الوليلى عرش الأسكواش العالمى لأول مرة فى تاريخ أى لعبة أوليمبية أو غير أوليمبية.. وثانيهما حصول البطل إيهاب عبدالرحمن على فضية رمى الرمح فى بطولة العالم بشنغهاى لأول مرة فى تاريخ اتحاد ألعاب القوى المصرى الذى تأسس عام 1910.

وتحضرنى جملة قرأتها يوما عن نابليون بونابرت حين قال إنه يجب على الرجال أن يكونوا كالسيف مضاء وقوة.. وأعتقد أن عبدالعزيز هذا كله، ولذا كان أول اختيار لوزير فى الحكومة الجديدة ليؤدى اليمين الدستورية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف