الجمهورية
محمد فتح الله
لعنة "الكرسي"!!
كرسي السلطة.. وما يصاحبه من شهرة وجاه وسلطان إلا انه يصيب صاحبه بالغرور والكبرياء والغطرسة والعنطظة أحياناً!!.. وعلي مدي أكثر من 40 عاماً قضيتها في بلاط صاحبة الجلالة "الصحافة منها ربع قرن داخل مجلس الوزراء تعرفت خلالها علي العديد من رؤساء الحكومة والوزراء والمحافظين والمسئولين.. احتفظت بصداقة البعض حتي اليوم ودام الود والاحترام بيننا اختفي البعض الآخر بسبب "لعنة الكرسي".. هذا هو الموجز واليكم التفاصيل.
في أوائل التسعينيات تعرفت علي أحد وزراء التنمية المحلية وصرح لي بأنه قرر عدم الاستعانة باللواءات في مناصب القيادات المحلية فكتبت الخبر في اليوم التالي بعنوان "وداعاً لسيادة اللواء في الادارة المحلية".. ولكن الرئيس المخلوع مبارك عنف الوزير علي تصريحه فكان من الوزير الإنكار سواء عن الخبر أو حتي رؤيته للصحفي كاتب الخبر!! والسبب طبعاً الخوف من ضياع الكرسي!!
واتصل الوزير برئيس التحرير وطلب منه نفي الخبر حماية علي مستقبله الوزاري فطلب مني رئيس التحرير كتابة التكذيب قائلاً "احمي وزيرك لانه مرشح لرئاسة الحكومة ولن ينسي جميلك وأنا عارف ان الخبر سليم".. كتبت النفي ونشرته ولكن الوزير بدلاً من الاعتراف بالجميل عقد مؤتمراً صحفياً وأكد فيه كذب الخبر ووصفني بالصحفي الكاذب.. فقررت الرد والثأر لكرامتي خاصة ان الوزير نسي انه كتب بخط يده علي الخبر جملة "سوف يطبق القرار من حركة المحليات القادمة".. وبطريقة ما ارسلت هذه الورقة الي رئاسة الجمهورية فكان مصير الوزير الذي كان صديقي التغيير وخروجه من الوزارة وخسارته الكرسي!!
أحد المحافظين كانت تجمعنا الصداقة عندما كان يتولي منصباً يتبع مجلس الوزراء وأجريت معه حواراً صحفياً وكانت اجاباته نارية أحرجت رئيس الوزراء وعندما اتصل به رئيس الحكومة تنصل من الحوار علي الرغم من نشر مستندات مع كل اتهام وحتي يدعم كلامه ارسل لرئيس التحرير خطاباً بنفيه اجراء حوار معي وطالبه بنشره.. ويحسب لرئيس التحرير في هذا الوقت انه رفض نشر خطاب النفي لتأكده من صحة الحوار فكان من صديقي المسئول يطالبني بحمايته ومكالمة رئيس الوزراء والاعتراف بأنني حصلت علي المستندات من مكان آخر.. فنفذت طلبه وشكرني واعتاد كل يوم جمعة أن يبعث لي رسالة علي الموبايل بالدعاء لي ولأسرتي وينهيها بجمعة مباركة!! وعندما علمت من مصادري بترشحه لمنصب المحافظ قبل الاتصال به زادت صداقتنا ولكن بعد تعيينه محافظاً اختفت الرسائل واختفت معها البركة من أيام الجمعة وانقطعت الاتصالات بل غير رقم تليفونه المحمول.. الطريف ان هذا المحافظ عندما تم تغييره ضمن حركة المحافظين الأخيرة عاود الاتصال بي مرة أخري فقلت له الرقم خطأ!!
رئيس جامعة خاصة كانت تجمعنا صداقة قوية وصلت لمستوي الأخوة لدرجة انه عندما تم تكريمه في احدي الدول الأوروبية أصر مرافقتي له ضمن عائلته لحضور التكريم.. ولكن بعد ان اشتهرت جامعته واشتهر معها وزادت دائرة الأصدقاء من كبار المسئولين تغير الحال.. حال الصداقة وحال الصديق فلم يرد علي اتصالاتي ولم تجمعنا مناسبات ولا سفريات واعتقد انه نسي اسمي!!
علي العكس تماماً فاعتز بدوام الصداقة مع بعض الأصدقاء من المشاهير مثل المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء السابق ومن قبله الدكتور عاطف صدقي رئيس الوزراء الاسبق رحمه الله واللواء مصطفي عبد القادر أجدع وأفضل وزير للتنمية المحلية والمستشار صاحب أفضل أداء أشرف هلال محافظ المنوفية السابق واللواء أمين غانم مساعد الأمين العام لمجلس الوزراء لشئون الأمن السابق وغيرهم من الذين اهتموا بالصداقة أكثر من الكرسي!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف