الوفد
مجدى حلمى
اليمن .. والمؤامرة الهولندية الايرانية
لم أكن أدري أنها حملة مسعورة.. لم أكن أفهم أبعاد هذه الحملة.. وكيف تم التخطيط لها وكيف يتم تنفيذ. ما أقصده الحملة الإيرانية علي المملكة العربية السعودية والإمارات... أنها حملة ممنهجة وسقطت فيها بعض الدول الأوروبية مثل هولندا إنها حملة في مجلس حقوق الإنسان .. ومن أجل تنفيذها أنشأت إيران منظمات حقوقية حتي تدعم موقفها.
هذه الحملة المقصود بها إهدار قضية الشرعية في اليمن .. وتهدف إلي تحويل الضحية إلي جلاد .. وتهدف الي زعزعة المكانة الروحية للسعودية عند المسلمين .. وتهدف الي تثبيت الوضع الحالي في سوريا.
هذه الحملة جاءت بعد الخسائر المتتالية التي منيت بها إيران وممثلوها الحوثيون في اليمن .. إيران التي نجحت في استخدام علي عبد الله صالح لتحقيق حلم تاريخي لها دولة شيعية في اليمن وهو ما حارب الحوثيين 10 سنوات وهمشهم الآن أصبح حليفا لهم .. إيران تريد أن تتحكم في البحر الأحمر مثلما أرادت إيران أن تتحكم في الخليج العربي.
ما شهدته في أروقه المجلس الدولي لحقوق الإنسان من تحرك إيراني مع الهولنديين لتمرير قرار في المجلس بتشيكل لجنة تحقيق دولية في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.. رغم وجود لجنة وطنية بقرار بقانون من رئيس الجمهورية اليمنية الشرعي ومن أشخاص مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والحيدة.
والتأييد الإيراني لمشروع القرار الهولندي بجانب التأييد الحوثي وأنصار علي عبد الله صالح رغم رفض هؤلاء تنفيذ قرارات مجلس الأمن بوقف الحرب وإلقاء السلاح والانسحاب من جميع المدن والقري التي احتلوها منذ عام والعودة إلي صعدة والسماح للرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور بالعودة إلي صنعاء لممارسة أعماله مع حكومته.
كما تجاهل القرار الهولندي الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب اليمني وتجاهل وقف الحرب و تحديد من السبب في هذا الصراع الذي تم تحويله من صراع سياسي كان علي مائدة الحوار إلي صراع عسكري احتلت به مجموعة مسلحة دولة بأكلمها ثم تحول إلي صراع طائفي وانتقام من كل من يخالف هؤلاء في المذهب
ورغم صدور قرارين من مجلس الأمن .. وكذلك تقرير من المفوض السامي لحقوق الإنسان وصف ما تقوم به جماعة الحوثي وميليشيات الرئيس علي عبد الله صالح بأنها جرائم حرب وطالب بتشكيل لجنة تحقيق وطنية للتحقيق في هذه الجرائم فوجئنا بهولندا تتقدم للمجلس الدولي لحقوق الإنسان بمشروع قرار بتشكيل لجنة دولية.. ووجدنا أن وراء القرار تحالفاً هولندياً ايرانياً.. وهو ما رفضته الدول العربية في إجماع فريد منذ بداية هذا الصراع لأن الدول العربية أيقنت أنها مؤامرة ضد السعودية والإمارات.
..لا أحد ضد محاسبة مرتكبي الجرائم مهما كان فالقانون لابد أن يسود العالم ونتمني أن تنتهي انتهاكات حقوق الانسان من علي الأرض .. ولكن عندما يتم استخدام حقوق الإنسان كأداة في صراع طائفي أو سياسي فهذا هو الخطر الحقيقي علي الانسانية.
وأن تتم عمليات قلب الأوضاع والموازين عن عمد فهذا هو قمة السياسة والانحياز.. نحن أمام حرب فيها طرف يختبيء خلف المدنيين ويخزن الأسلحة في المدارس ووسط الأحياء الشعبية الفقيرة ويضع الصواريخ المضادة للطائرات علي أسطح المنازل والمستشفيات أي أنه يهدر منذ البداية كل المعايير الدولية لحقوق الإنسان واتفاقيات جنيف .. طرف يرفض الالتزام بقرارات الأمم المتحدة... ثم يأتي القرار الهولندي ليعكس الوضع ويوجه اتهاماً صريحاً بأن طيران التحالف يقصف المدنيين وبالتالي لابد من تحقيق دولي.
الصراع الدائر في أروقة مجلس حقوق الانسان صراع دبلوماسي تستخدم فيه إيران كل قواها ومعها دول أوروبية لاتفهم طبيعة الحرب هناك وتتجاهل عن عمد المأساة الإنسانية في اليمن .. إنها مأساة محزنة ومخزية ولو كانت اليمن قريبة من أوروبا لنزح اليها مئات الالوف من ابنائها مثل سوريا.
فالحوثيون وصالح ارتكبوا جرائم مثل داعش في سوريا والعراق.. فكلاهما وجهان لعملة واحدة فلماذا تؤيد إيران ضرب داعش في العراق وترفضه في اليمن هذا السؤال موجه إلي الحكومة الهولندية وإلي الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف