الوفد
عباس الطرابيلى
إمبراطورية التاكسي الأبيض
ما هي حدود علاقة إدارات المرور بسائقي التاكسي الأبيض.. وهل تقف هذه العلاقة عند إصدار تراخيص السيارة أو تحصيل غرامات السير.. أو تسجيل المخالفات.. أم أن هذه السيارات خارج سيطرة المرور تماماً أم انها تعمل وتزاول نشاطها في دولة خارج الدولة المصرية؟.. وتعالوا نتحاور.
<< المفروض أن هذه السيارات تعمل في خدمة المواطن، ولكن سلوكيات الكثير من السائقين ترفض ذلك.
فإذا وقفت وتشير إلي إحدي هذه السيارات تجد أبوابها مغلقة.. ولكن السائق يسألك.. علي فين؟ فإذا لم يعجبه المشوار داس بنزين وانطلق، دون أن يرد.. أو يعتذر.. أي هو ينتقي المشوار الذي يريد.. وإذا أخطأ السائق وترك أكرة الباب مفتوحة.. ثم دخلت إلي السيارة.. فإذا عرف وجهتك تجد المؤدب منهم- وهم قليلون- يعتذر بأن السيارة تعمل بالغاز الطبيعي وما فيها لا يكفي لهذا المشوار.. وينسي أن السيارة تعمل بالغاز والبنزين معاً! أو يقول لك إن طريقه.. غير طريقك.. أو أن ورديته انتهت وانه في طريقه لتسليم السيارة للسائق الذي يليه.
هنا أتساءل: هل يجرؤ الراكب أن يطلب من مثل هذا السائق أن يتجه إلي أقرب قسم للشرطة.. دون أن يتوقع مطواة قرن غزال تلعب في يده وعيناه مملوءتان بالشرر.. وماذا إذا رفض الراكب النزول من السيارة خصوصاً إذا كان السائق من ذوي العضلات المفتولة.. أو ممن يتعاطون شيئاً، أو أشياء.
<< ومن سلوكيات «بعض» السائقين- وأقول بعضهم إحقاقاً للحق عدم تشغيل العداد.. فإذا أبديت رأياً رد: عطلان يا بيه.. طيب لما هو عطلان.. لماذا تتحرك بالسيارة؟!
أيضاً، البعض يتعمد عدم إعادة العداد إلي الصفر بعد نزول الراكب السابق.. فإذا ركب راكب جديد ترك العداد ليكمل تسجيل الحركة.. ولا يملك الراكب أن يعترض.. رهبة أو خوفاً.
والبعض منهم ما أن تجلس بالسيارة ويعرف وجهتك يخبرك انه سيأخذ مبلغ كذا.. فإذا أخبرته أن المشوار قيمته أقل من ذلك بكثير.. أوقف السيارة وأمرك بالنزول فوراً.. وتجد نفسك مضطراً للموافقة.. وويل لك إن كنت في وسط البلد وأردت الذهاب إلي غرب النيل- الدقي، العجوزة، المهندسين.. هنا لا يكتفي السائق بالرد غير المهذب، بل يشترط أربعة أمثال الأجرة بحجة ان الكباري واقفة.. فإذا قلت إن العداد بيعد رد انه لن يجد زبوناً يعود به!
<< والراكب يحتار.. هل يفضل السائق المشوار الطويل.. أم الصغير.. لأن لكل سائق غرضه وهدفه! وبسبب غياب السلطة التام عن سلوكيات أباطرة التاكسي الأبيض.. انتشرت في القاهرة الكبري سير سيارات ملاكي- بيضاء أو غيرها- تقف لك وترحب بك فإذا سألت: سيادتك تاكسي.. رد.. يا بيه اركب.. وبالطبع ستدفع أضعاف ما هو متوقع بسبب «أدب ومداهنة السائق» ولكن ماذا يحدث لو كان السائق سيئ النية خصوصاً لو كانت مع الراكب سيدة مسنة تتزين بما تملك من ذهب ومصوغات؟!
ومن السائقين من يروي له- ويطنب- عن مأساته وحكاية زوجته المريضة بمرض ميئوس الشفاء منه وانه يدفع يومياً كذا وكذا ليوفر لها الدواء.. أي يدخل معك في حكاية محبوكة تستدر عطفك.. وهنا عرفت سر الزجاج الذي يفصل بين سائق التاكسي وراكب المقاعد الخلفية في لندن أو أمريكا.. حتي لا يدخل السائق في حوار مع الراكب.. أو يخضع السائق لعنف راكب مخمور!
<< وبالمناسبة مشاكل السائقين لا تتوقف عند القاهرة الكبري.. هناك بلطجية بين سائقي تاكسي الإسكندرية.. وآه من هؤلاء، وهم لا يعترفون بالعدادات.. بل يفرض عليك التعريفة التي يريدها ومن يزور الإسكندرية يعرف مدي سطوة سائقي تاكسي الإسكندرية وسلوكياتهم.. وطول لسانهم.
وكذلك الوضع- مثلاً- مع سيارات التاكسي الزرقاء في دمياط ورأس البر.. فلا أحد من السائقين يعترف بالعداد.. بل يفرض عليك ما يشاء.. ويحصل علي ضعف الأجرة، لو اشتغل بالعداد.. أو كان من ذوي الضمائر.. وفي دمياط يترحم الدمايطة علي الحناطير وسائقي الحنطور زمان ويلعنون التاكسي وزمن التاكسي الذي تحول إلي وسيلة ابتزاز من الركاب.
<< نقول ذلك ونحن لا نحرض إدارات المرور ضد هذه السيارات ولكننا نرفض سلوكيات المنحرفين من سائقيها.. ولو قامت هذه الإدارات بحملات عشوائية لمراقبة العدادات والسلوكيات فمن المؤكد أن ينضبط سلوك المنحرفين.. نقول ذلك ونحن نؤكد ان كثيراً من هؤلاء يراعي الله والضمير.. والسلوك الحسن!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف