المساء
كاريمان حرك
أوتار
يقام الليلة بدار الأوبرا حدث فني هام حيث يتم تقديم أوبرا باللغة العربية علي المسرح الكبير.. الحدث تأتي أهميته أنه للمرة الأولي يتحمل القطاع الخاص إنتاج عمل فني ثقافي لا يهدف للربح كما أنه يمثل تعاوناً جاداً بين الجمعيات الخيرية والقطاع الخاص مع بعض المساندة من وزارة الثقافة.. الأوبرا بعنوان "أيام وليالي الشجرة القلب" وتبدأ الحكاية حين شاهد الموسيقار الجزائري طارق بورورقة أوركسترا النور والأمل في باريس وانفعل به وفكر أن يبدع أوبرا يشارك فيها هذا الفريق الذي ليس له مثيل في العالم والذي يتكون مما يقرب من أربعين عازفة كفيفة يعزفن الأعمال السيمفونية العالمية والمصرية المتطورة وبالفعل عكف علي العمل عدة أشهر بمساعدة الشاعرة السورية رشا رزق وتم إبداع العمل الذي تحمست له إحدي شركات الإنتاج الفرنسية المعروفة وبدعم مادي ورعاية عدد كبير من الشركات والبنوك المصرية وأشرف علي كل ذلك في مصر وفرنسا د.مني زكي أحد الوجوه المصرية المشرفة في مجال العلاقات العامة.. أوركسترا النور والأمل بقيادة المايسترو محمد سعد باشا يشارك في العمل الذي تم إبداعه من أجله وليس هو العنصر المصري الوحيد بل هناك كورال القاهرة الاحتفالي بقيادة المايسترو ناير ناجي كما يشارك نجم الأوبرا التينور رجاء الدين محمد والممثل المسرحي عاصم نجاتي في دور الراوي ولكن من أهم الإيجابيات تقديم وجه جديد في عالم الغناء الأوبرالي هي السبرانو المصرية داليا فاضل الحاصلة علي الدبلوم في المسرح الغنائي من الأكاديمية الملكية في لندن وهي من تلميذة للسبرانو المعروفة نيفين علوية حيث تلقت دروسها الأولي في الغناء علي يديها في الجامعة الأمريكية بالقاهرة وداليا ظهرت في عدة عروض في أوروبا ولكن هي المرة الأولي التي يتعرف عليها جمهور الأوبرا المصرية.. العرض خطوة جيدة خاصة انه أيضاً سوف يعرض في باريس ودبي وأبوظبي ولكن الأمنية أن يكون بداية لتغيير نظرة المجتمع المدني والقطاع الخاص للفنون الجادة التي لا تحقق ربحاً ولكن تصنع الحضارة من خلال مردودها الثقافي كما نرجو أن يكون هناك رعاية واهتمام بالمؤلف الموسيقي المصري الذي يبدع لنا الأوبرا المصرية حيث لدينا كل عناصر الأوبرا من مجهزة ولكن ينقصنا إعطاء الفرصة للمبدع الدارس مالك أدوات العلم الموسيقي ليبدع لنا عملاً نقدم به أنفسنا للعام المتحضر وهذا يحتاج رعاية كبيرة من جميع الأطراف.. وأخيراً نتمني التوفيق لعرض الليلة الذي إذا نجح يجب أن يعاد إنتاجه ليدخل ضمن الريبرتوار لفرقتنا المصرية ولا يكون مصيره مثل أوبرا "أنس الوجود" لعزيز الشوان والتي طواها النسيان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف