هل أنت خائف علي أولادك.. وعندك من الوعي ما يجعلك تبعدهم عن مشاهدة التليفزيون وما يعرض من أفلام ومسلسلات تحمل هذا الكم من الإسفاف.
معظم بيوتنا صارت تطلب من الصغار النوم أو اللعب في مكان آخر وقت تشغيل مسلسل أو أغنية.. وهناك من حرمها علي نفسه ليس لأنه من أنصار الشاشة حرام.. لكن لأنه أصيب بحالة قرف من المعروض.
حالة.. سقوط
والحكاية ليست فقط طريقة ملابس أو حتي ألفاظ.. انهم يعبثون بالمثل والقيم والثوابت لم يعد الرجل الطيب معروضاً علي الشاشة.. والسائد رجال "اللي تغلب به العب به".. وبعد ان كان الزوج يتفاني من أجل أسرته والأب يضلل علي أولاده.. صارت الأعمال الفنية تصور الأبناء كأعباء والولد مصيبة والبنت منحرفة والأب هارب من البيت.
أما الأزواج فحدث ولا حرج.. انهم يلقنونهم دروساً في فن الحياة بعيداً عن الزوجة.. التي جعلوها مصدر نكد وهم وغم ولا أري من بدأها من المؤلفين فأعطي للزوج الحق في الحياة خارج نطاق الأسرة إذا ارتفع للزوجة صوت أو لم تذهب للكوافير وتفتح له الباب كعروسة حلاوة.
والكارثة حكاية العروسة الحلاوة.. تأمل وجوه الممثلات الشفاة منتفخة والخدود تكاد تخرج من الشاشة والشعر أكثر من الكثافة التي يمنحها الخالق.
طبيعة
لم تعد هناك أنثي طبيعية.. ولا حتي اضافاتها مقبولة أو معقولة.
ولو قارنت بين جمال فاتن حمامة وسعاد حسني ونادية لطفي ونجلاء فتحي لو كنت مازلت تذكرهن.. ستجد كل واحدة شكل صباح ليست شادية هذه تتميز بالعيون الواسعة وتلك رقة ملامحها.. انه التواجد وسط حديقة مليئة بالزهور والألوان ولكل لون معني.. ومغزي.
فهل تتخيل الحدائق وكلها شجرة واحدة مكررة وياريتها.. حلوة.
اللعب في الشكل والمظهر انعكاس للعبث بالمضمون.
كل الأشياء تحمل نفس اللون.. والصفات.. كل مقدم برنامج يجمع عن يمينه ويساره متناقضين لنسمع "وصلة ردح" والمطرب خلفه وأمامه راقصات تتلوي لزي "الهلس" والمذيعات يرفعن الصوت وينكشن الشعر والمضمون غير موجود داخل النص.
تشويه
والإعلانات تسلط العين علي المنتج وتشوه الأفكار ووسط كل هذا.. تظهر حملات لمقاطعة أفلام وأغاني وأعمال هابطة.. زادت وفاضت.. وخلطت بين ما يدور في الموالد وما تحويه الملاهي الليلية وما صار يعرض علينا.. فنسمع عن أفلام نعرفها من اسمها.. الخازوق.. شد أجزاء.. وأغاني تتغني للشطة نار.. والجمبري والحلويات.. وأشخاص يختارونهم بعناية ليشبهوا بشدة سائقي التوك توك ومساطيل الميكروباص.. ويبقي الأمل في مثقفي البلد وكل انسان عنده.. حس.