المساء
يسرى حسان
أي حاجة .. وزير الآثار الفاشل
أكيد لم يلتفت أحد إلي ما كتبه زاهي حواس في "المصري اليوم". وحتي إذا التفت أحد فمن من المسئولين يهتم أساسا بما يكتبه الناس. لو كانوا يلتفتون. لأصبحنا "قد الدنيا" بالفعل وليس بالكلام.
حواس كتب كلاما خطيرا ومهما. توقعت أن يلتفت إليه وزير الآثار ممدوح الدماطي ويعمل به. لكن كيف يلتفت إليه أو يعمل به. هل زاهي حواس أنصح منه ويفهم عنه؟ كلا وألف كلا.. "إحنا برضو وزرا وبنفهم".. هكذا يقول الدماطي لنفسه!!
ألمح حواس إلي أن ما ادعاه عالم الآثار نيقولاس ريفز عن وجود مقبرة للملكة نفرتيتي خلف أحد الأبواب بمقبرة توت عنخ آمون بوادي الملوك بالأقصر. كلام فارغ. فقد سبق للرجل وفريقه الياباني الادعاء بوجود مقبرة دفينة أمام مقبرة توت. لكن حفائر زاهي أثبتت كذب ادعاءاته.
واستغرب حواس. كذلك. من قيام الوزارة المبجلة بتشكيل ما أسمته لجنة علمية للتعاون مع ريفز. لا تضم أحدا له خبرة سواء بوادي الملوك أو بمقبرة توت. ومن بين أعضائها مدير سابق للمتحف المصري لم ينشر في حياته مقالا علميا واحدا عن وادي الملوك أو عن مقبرة توت.
ورغم ثقة حواس بأن ريفز يبيع لنا الوهم. فقد اعتبر مجرد الحديث عن وجود مقبرة للملكة نفرتيتي. يسهم في تحريك حركة السياحة الراكدة إذا تم استغلاله بشكل جيد. وحتي هذه لم تستغلها وزارة الآثار الفاشلة. حيث اقترح حواس عقد المؤتمر الصحفي لريفز في وادي الملوك ومن أمام مقبرة توت بدلا من عقده في هيئة الاستعلامات. حتي يري العالم كله شمس مصر وهي تشرق علي الوادي وتظهر عظمة الأجداد. لكن لأن الاقتراح جاء من زاهي فقد أصر الدماطي علي عقد المؤتمر في هيئة الاستعلامات.. إحنا برضو وزرا وبنفهم!
لا أريد أن استبق الأحداث. فربما كان حواس مخطئا في توقعاته. يجوز بينه وبين ريفز. أو بينه وبين الدماطي. مشاكل أو صراعات. فأراد أن يغلوش علي الموضوع ويضرب "كرسي في الكلوب". ولكن ماذا لو كان ريفز يبيع لنا الوهم فعلا. وثبت عدم وجود مقبرة لنفرتيتي. ستكون فضيحتنا بجلاجل. من يتحمل النتيجة ساعتها؟ لا أحد باستطاعته محاسبة ريفز وفريقه. إذن الذي يجب أن يحاسب هو الوزير نفسه.
ونظرا لخبرتي مع هذا الوزير الذي لم يحقق أي نجاح يذكر في وزارته. ومع ذلك تم الإبقاء عليه في التشكيل الأخير للحكومة. أو ربما لذلك تم الإبقاء عليه. أظن أن كلام حواس هو الأقرب إلي الصحة. لكني لا أتوقع أي مساءلة للوزير في حالة ثبوت وهم وجود المقبرة.. وربما لذلك يمضي الدماطي في الموضوع آمنا مطمئنا غير مهتم سوي بالشو الإعلامي.. وحتي الشو الإعلامي فشل فيه.. فالفشل هو العنوان الرئيسي للوزارة منذ أن تولاها الرجل.
علي أي أساس يتم اختيار الوزراء في مصر؟ يبدو أن هذه النوعية من المسئولين هي المطلوبة الآن.. منها لله تقارير الأمن.. والمتانة... ومنها لله قولة نعم وحاضر وتمام وعلم وينفذ يا أفندم.. ومنهم لله الذين يعبثون بمقدرات بلد عظيم.. عندهم أنوفهم فليعبثوا فيها.. فذلك أفضل لهم ولنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف