سأكون أول المهنئين والمصفقين والمهللين لو نجح شباب الجيلين الثاني والثالث من أبناء الجالية المصرية بأمريكا في إنجاز ما وعدوا به.. وقدموا فعلا مشروعا متكاملا فيه الخير لمصر والمصريين.. سوف نكتب أسماءهم بماء الذهب.. ونحملهم علي الأعناق.. ونهتف لهم.. إذا رأينا منهم بداية جادة مبشرة تترجم وعودهم إلي إنجاز حقيقي ملموس علي أرض الواقع.
وقد جاء في الأخبار ان شباب الجيلين الثاني والثالث من أبناء الجالية المصرية بالولايات المتحدة الأمريكية دشنوا مبادرة تنموية ضخمة لإعادة تأهيل وتطوير المستشفيات الحكومية في مصر.. خصوصا في المحافظات.. حيث أسسوا جمعية غير هادفة للربح بالولايات المتحدة للعمل بشكل قانوني وفاعل وفقا للقوانين الأمريكية.. مؤكدين أن المبادرة جاءت من منطلق قناعتهم بأنه لن تحيا مصر بمواطن مريض أو ضعيف.. لافتين إلي نجاح تجربة "57357" ومستشفي د. مجدي يعقوب.
وتستهدف المبادرة رفع مستوي العاملين من أطباء وممرضين وكذلك تغطية نقص الأجهزة والمباني عن طريق جمع التبرعات من المصريين بالخارج تحت شعار "ساهم ولو بـ 10 دولارات".. إلي جانب العمل علي الاستفادة من كل الجمعيات غير الهادفة للربح بالولايات المتحدة والتي تعمل في المجالات الطبية لإرسال أطباء لإجراء عمليات مجانية في قري ومحافظات مصر.. وتنظيم حملة للوقاية الصحية مع كل الجهات الإعلامية بمصر والولايات المتحدة.
هذه مبادرة طموحة بلا شك وتستحق من كل وطني أن يدعمها علي قدر ما يستطيع وتستحق العناية والتيسير من جانب أصحاب القرار حتي تحقق أهدافها.. فربما تقع المعجزة وتقوم المستشفيات الحكومية من رقدتها لكي تقدم خدماتها إلي المواطنين.. وخصوصا في المحافظات الذين يعانون من الإهمال والتجاهل.
ومعروف للكافة ان المستشفيات الحكومية الآن مجرد أطلال.. بقايا أبنية قائمة ليس فيها أية إمكانيات ولا يقربها أحد.. والأطباء المعينون فيها لا يذهبون إليها غير مرة أو مرتين في الأسبوع.. هي بالنسبة لهم مجرد استراحة خربة.. وقد بحت أصواتنا في توجيه الأنظار إلي هذه المستشفيات من أجل المواطن البسيط الذي لا يملك ما يذهب به إلي المستشفيات الخاصة ولكن دائما تذهب أصواتنا أدراج الرياح.. لذلك عندما قرأت مبادرة الجيل الثاني والثالث من أبناء الجالية المصرية في أمريكا تهللت فرحا وقلت في نفسي أفلحوا إن صدقوا.. سوف تكون مبادرتهم هذه أجمل هدية لأبناء وطنهم.
ولا أستطيع أن أخفي هاجسا في داخلي صار يتشكك في كثير مما يعلن من مبادرات ومشروعات من كثرة الإحباط الذي عايشته وكثرة المشروعات التي تحمست لها ثم اتضح في النهاية أنها مجرد كلام للاستهلاك المحلي وتزييف وعي الناس لا أكثر.. توشكي علي سبيل المثال وسهل الطينة و450 ألف فدان في سيناء وشرق التفريعة وما شابه ذلك.
وهناك مبادرات ومشروعات طرحها وطنيون صادقون لكنها لم تتجاوز الورق الذي كتبت عليه بسبب الروتين والفساد الحكومي.
في عام 2007 طرح الصديق المهندس إمام يوسف رئيس الجالية المصرية بالسعودية مشروعا ضخما باسم المصريين في الخارج لتحقيق الكفاية الذاتية من القمح وذلك بزراعة 100 ألف فدان قمحا ثم تزيد المساحة سنويا دون أن تكلف الحكومة شيئا أكثر من تخصيص الأرض والإشراف الكامل علي المشروع الذي سيرافقه إنشاء صوامع للتخزين ومطاحن حديثة.. وقد تحمست جدا للمشروع وكتبت عنه كثيرا ودافعت عن حماس أصحابه.. لكن وبعد 8 سنوات لم يتقدم المشروع خطوة واحدة للأمام.
لذلك أتمني من كل قلبي أن تنجح مبادرة أبناء الجالية المصرية في أمريكا.. وكل مشروع جاد لصالح مصر والمصريين بعيدا عن الروتين والفساد الحكومي.. قولوا يارب.