الأخبار
أحمد عزت
بهلوانات السياسة
من بين كل أحداث الاسبوع الساخنة، ومنها التصعيد الإسرائيلي في القدس المحتلة، والتطورات في سوريا وليبيا واليمن، وتداعيات حادث التدافع المأساوي بمني، ورفع علم فلسطين للمرة الأولي بالأمم المتحدة، وكذلك فعاليات الدورة السبعين للأمم المتحدة وما شهدته من كلمات عديدة لزعماء ورؤساء العالم، من بين كل هذا استوقفتني كلمة أمير قطر تميم بن حمد.

أعذرني عزيزي القارئ، أعلم ما قد يدور ببالك الآن، وأنت تقول: ولماذا أمير قطر بالتحديد؟ أو ربما تتساءل: وما وزن دولة مثل قطر حتي تتوقف أمام كلمة لأميرها؟ أو قد تصل إلي حد اتهامي بمن يركبون الموجة. والحقيقة أعترف انني من غير المهتمين بأخبار الإمارة والأمير، لكن ما قاله تميم يستحق التعليق.

قال (تميم) إن الخلافات بين إيران ودول الخليج سياسية وليست طائفية، وانه يمكن حلها بالحوار والاتفاق. واستطرد: نحتاج إلي إقامة حوار جاد مع الإيرانيين، انهم جيراننا ولا نستطيع تغيير الجغرافيا، أبوابنا مفتوحة لاستضافة حوار كهذا.

يفهم من ذلك اذن أن قطر تسعي للقيام بدور الوسيط لإيران في نيويورك، بينما هي عدو لها في اليمن، وهي التي أرسلت ألفا من جنودها ليحاربوا ضمن قوات التحالف العربي لاستعادة الشرعية هناك، ويشارك طياروها في الغارات ضد الحوثيين وكلاء إيران في اليمن.

في دنيا السياسة، توصف هكذا مواقف بالانتهازية، ويوصف من يؤدونها بالبهلوانات أو الأراجوزات، لكنه أمر معتاد من قطر وحكامها، الذين يحاولون ركوب موجة جديدة محورها التقارب الإيراني الأمريكي، بعدما فشل تحالفهم مع أردوغان تركيا.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف