وسط حالة من الارتباك والفوضي وعدم احترام المسئولية. بدأ العام الدراسي الجديد.. ومعه تكشفت العورات الجسيمة التي تفضح حال الغالبية العظمي من المدارس بمختلف مراحلها المتمثلة في عدم جاهزيتها بالشكل الأمثل من حيث سلامة المباني والمرافق والنظافة من ناحية واكتمال قوة العمل المطلوبة من المدرسين لتغطية متطلبات العملية التعليمية من ناحية أخري صاحبهما حالة من الاهمال المتعمد من بعض المدرسين في أداء عملهم.. منذ اليوم الأول شهد عدد كبير من المدارس معاملة سيئة وغير انسانية من المدرسين للتلاميذ والتلميذات عندما رفضوا شرح المناهج واكتفوا بقذفهم بالشتائم والتهديدات وبعضهم اكتفي بالتلميح لهم بعدم اخذ دروس خصوصية خارج المدرسة.. وإلا!.. أما قمة الفوضي فقد تفشت في ارتفاع كثافة الفصول حيث وصلت كثافة الفصل الواحد الي ٦٥ تلميذا.. تخيلوا! حدث هذا في احدي المدارس الثانوية للبنات بالمعادي الامر الذي مثل صدمة لتلميذات المدرسة وهن ينحشرن بعضهن فوق المقاعد - الناقصة - وعندما توجهن للبحث عن دورة مياه كانت الصدمة الثانية ان المدرسة الكبيرة ليس بها سوي حمام واحد - وغير صالح للاستخدام الآدمي! هذا مجرد نموذج قد يكون اسهل بكثير من غيره من مئات بل آلاف المدارس التي اصبحت خارج الخدمة.. الامر الذي دفع بالمسئولين عن التعليم الي توزيع التلاميذ الي فترة مسائية بمدارس اخري وسط حالة فوضي بالتأكيد ستلقي بظلالها السيئة والسلبية علي العملية التعليمية.. لا ألوم الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم الجديد فالرجل لم يمض علي توليه المسئولية سوي أيام قليلة غير كافية بالتأكيد لاظهار قدراته القيادية في هذا القطاع المهم جدا.. العامر بأكبر رصيد من المشاكل والهموم التي تتراكم سنة بعد الأخري دون الوصول إلي حلول نهائية. حتي ان الرجل لم يسلم من لسان تلميذة بإحدي المدارس التي زارها الوزير في اليوم الأول حين قالت له «انت جاي هنا علشان تتصور»! معالي الوزير.. إن اردت ان تحقق انجازات ايجابية يستشعرها الناس وتسعد ابناءك التلاميذ طبق القانون بكل حسم علي الجميع دون استثناء ونسق مع الدولة وضع خطة عاجلة للنهوض بأحوال المدارس واضرب بيد من حديد علي كل مسئول أو معلم متخاذل.. نحن امام فوضي عارمة تجتاح مدارسنا تنذر بأخطار جسيمة!