الجمهورية
حسن الرشيدى
اقتراح لعلاج الضعف الإعلامي
الإعلام هو نقطة ضعف عندنا لأن صوتنا.. مش واصل.. بالشكل الكامل لكل دول العالم.. وهذا يحتاج تكلفة كبيرة.
هذه الكلمات قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي بكل صراحة في لقائه مع الإعلاميين في زيارته لنيويورك وعقب حضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
إعلامنا الخارجي يمثل بالفعل نقطة ضعف كبيرة.. رغم ما ننفقه من ملايين الدولارات علي إعلامنا الخارجي.. ولكنها أموال مهدرة.. تخصص للمستشارين والملحقين الإعلاميين بالخارج التابعين للهيئة العامة للاستعلامات الذين فشلوا في أداء مهامهم في توصيل صوت مصر للخارج.. ومعظمهم اقتصر نشاطه علي استقبال الضيوف.. أو إعداد مركز صحفي يقدم تسهيلات للإعلاميين الذين يقومون بتغطية زيارة الرئيس.. أو إرسال بعض ما تنشره الصحف الأجنبية لرئيس الهيئة بالقاهرة.. وقد قال لي السفير أيمن القفاص عندما كان رئيسا لهيئة الاستعلامات إنه قرر سحب مستشار إعلامي يعمل في أحد مكاتبنا بالخارج وإعادته للقاهرة لأنه لم يقدم عملا إعلاميا مفيدا.. بل لا يكتب إلا ورقة واحدة في الشهر رغم انه يتقاضي حوالي 16 ألف دولار شهريا.
في الحقيقة.. اننا نخاطب أنفسنا فقط عبر وسائل إعلامنا.. ونعاني ضعفا وقصورا شديدا في توصيل صوت مصر للتأثير علي الرأي العام العالمي أو الخارجي في دول ومراكز صنع القرار.. وفشلت أيضا قنوات تليفزيون مصر الفضائية المنوط بها توصيل صوتنا للخارج في أداء رسالتها.
اعتقد انه يمكن توفير أموالنا المهدرة علي المستشارين الإعلاميين بالخارج.. وتوجيهها بشكل سليم للعمل الإعلامي الذي يخدم الوطن وينقل صوت مصر للخارج ويشارك في التأثير علي الرأي العام العالمي.
اقترح انه يمكن تخصيص الأموال المهدرة علي مكاتبنا الإعلامية الفاشلة بالخارج.. وتخصيصها لإنشاء أو تطوير فضائية مصرية تقدم برامجها باللغة الإنجليزية لمخاطبة العالم الخارجي.. وتعتمد علي مراسلين ومقدمي برامج مصريين أكفاء يجيدون اللغات الأجنبية.. ولا مانع من اختيار إعلاميين أيضا أكفاء من بين العاملين بهيئة الاستعلامات وتأهيلهم لنقل الأحداث من مواقعها.. كما نري ونشاهد في القنوات الإخبارية العالمية المؤثرة في الرأي العام ومراكز صنع القرار.
أتمني أن يدرس مسئولو الإعلام برئاسة الجمهورية هذا الاقتراح خاصة أن هيئة الاستعلامات أصبحت تابعة لرئاسة الجمهورية.. وأتمني أن يتولي الهيئة إعلامي محترف حتي لا يتناوب رئاستها سفراء لا علاقة لهم بالعمل الإعلامي.. ويتخذون من الهيئة محطة للطيران لسفارة متميزة.. فاخرة.
بصراحة أخشي أن يأت أحد كبار الأثرياء من رجال الأعمال من المهتمين بعمل قنوات فضائية.. ويطرح تولي القيام بالمهمة تقربا للسلطة.. والتكويش وتحقيق المنافع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف