معقول!! ونحن في الألفية الثالثة وبعد ثورتين عظيمتين 25 يناير و30 يونيه والتي أنجبت لنا نخباً قيادية ذات فكر ثاقب لتقود الدولة المصرية للأمام.. وللأسف نجد أننا داخلياً غير قادرين علي إحياء الفكر التقدمي لبناء الأمة من الداخل.. ودليلي علي ذلك أنني سوف أسرد لكم موقفاً غريباً وعجيباً أتمني أن يكون عارضاً ولكنه من وجهة نظري أنه في غاية الخطورة لأن المرحلة الحالية التي يمر بها الوطن يجب أن تعتمد مؤسساتها علي أمور كثيرة خاصة إذا كانت تلك المؤسسة سيادية في اختيار أجيال ذات مواصفات وجودة عائلية وعقلية وليست مواصفات "شيف شرقي وغربي" وهو ما حدث بالفعل.
الحكاية تبدأ بتقدم طالب حاصل علي شهادة إتمام المرحلة الثانوية العامة وكل أمله أن يكون ضابط شرطة يضحي بحياته من أجل الوطن.
المهم اجتاز هذا الطالب واسمه محمد كل اختبارات الكشف الطبي في كلية الشرطة وبنجاح باهر حتي جاء دوره في الاختبار النفسي.. تري ما هو السؤال الذي يوجه للطالب المؤهل علمياً ونفسياً وبدنياً.. لكم أن تتخيلوا أن تبادر اللجنة الموقرة بمطالبة المتقدم للاختبار بأن ينطق كلمة "بسبوسة" وبالفعل نطق الولد كلمة بسبوسة كما ينطقها جميع المصريين ولكن للأسف كتب الطبيب أن الطالب "غير لائق" والسبب أن الطالب لم ينطق كلمة بسبوسة كما يريد ولم توضح ماذا يريد من الطالب؟.
هل اللجنة كانت تريد من الطالب أن ينطق بسبوسة بالمكسرات أم سادة أو بالقشطة!! "صباح الخير" يا خبراء نحن في دولة مصر الكبري ولسنا في معرض حلويات شرقي أو غربي.. عموماً بيانات الطالب عندي وإذا أرادت وزارة الداخلية والذي يأتي علي رأسها وزير فاضل والذي نكن له كل احترام واستطاع خلال الفترة التي تولي فيها المسئولية إعادة الطمأنينة والسكينة إلي الشارع المصري وأن تراجع اللجنة وتعيد اختبار الطالب وهو علي استعداد تام لإجراء الاختبار وفق المواصفات المطلوبة والاختبارات الصحيحة.
الغريب والعجيب أن الطالب اجتاز نفس الاختبارات في كلية القوات الجوية واجتازها بنجاح. طيب نصدق مين ونكذب مين.. أطباء أكاديمية الشرطة أو اطباء القوات الجوية مع العلم بأن اختبارات الكلية الحربية والقوات الجوية لا مجاملة فيها فكيف يحدث ذلك؟.
الأغرب أن هناك طالباً آخر اسمه "سيف" اجتاز جميع اختبارات الكلية الحربية حتي وصل إلي كشف الهيئة أمس واجتاز ايضا اختبارات القوات الجوية. وعلي الرغم من ذلك حصل علي لقب "غير لائق" في اختبارات كلية الشرطة.. والد الطالب سوف يتقدم بشكوي لرئيس الجمهورية مع نشر هذا الحدث الخطير في جميع المواقع إلا أنني قررت تأجيل ذلك إلي حين عرض الموقف علي الفاضل الجريء مجدي عبدالغفار ياسيادة الوزير المحترم اللواء مجدي عبدالغفار ما يحدث في الاختبارات يحتاج لوقفة في كل شيء داخل اكاديمية الشرطة لتخريج جيل من الضباط علي قدر المسئولية.
كنت أتصور أن يكون التركيز في اختبارات الشرطة الاهتمام بمستوي الطالب المهاري والأسري والعلمي في كل شيء وليس في نطق كلمة "بسبوسة" مثلاً أن يجيد قيادة السيارات والموتوسيكلات والسباحة وليس قفز الثقة فقط لأنه من العيب أن يغرق الطالب في "شبر ميه" وأن يكون رياضياً في احدي اللعبات وأمور اخري كثيرة سوف أتحدث عنها في سلسلة من المقالات تنتهي بعد إعلان اسماء الطلبة الجدد.
وأخيراً.. من حقي أن أتذكر عبارة قالها الزعيم الراحل سعد زغلول "مفيش فايدة" ولكنني دائما أتراجع عنها عندما أري وأسمع كلمات القيادة السياسية فليتهم مثلك أيها القائد العظيم الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو المعلم الذي يعلم ولكن للأسف لا يريد أحد أن يتعلم.
وللحديث بقية.