لم يعد هناك أدني شك في أننا نعيش مشهدا عبثيا علي مستوي عالمنا العربي كله وأيضا علي مستوي المنطقة.
هذا المشهد لا يمكن فصله أبدا عما سمي بثورات الربيع العربي لانه يمثل امتدادا لمؤامرة تقسيم العالم العربي والقضاء نهائيا علي قوته العسكرية بل حتي تفريغه من بعض سكانه.
بالطبع لن أتحدت عن «المسخرة» التي تحدث في سوريا وتشارك فيها للأسف بعض القوي العربية التي تكشف عن وجهها السافر.
لن أتحدث عن عمليات الهروب الجماعي للسكان واستضافتهم كلاجئين في بعض الدول الاوروبية ولن اتحدث عن تحول سوريا الي ساحة تدريب ربما لحرب عالمية ثالثة.
حرب كما نقول بالعامية «منه فيه» حروب تعتمد علي تأليب الشعوب واذكاء الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.
لن أتحدث عما يحدث في اليمن من معارك طاحنة يروح ضحيتها الابرياء من الاشقاء اليمنيين والتي قد تتحول الي مستنقع ضخم وفخ لاصطياد بعض القوي العربية.
لن أتحدث عما يحدث في العراق او في لبنان ولكن سوف اتوقف قليلا عند حادث مصرع العديد من حجاج بيت الله خلال اداء مناسك الحج وهو حادث طبيعي نتيجة التزاحم الشديد وان كان هذه المرة اشد قسوة نتيجة كثرة عدد الضحايا.
لا أحد في العالم العربي او الاسلامي كله يستطيع أن ينكر الجهود الضخمة والتكاليف الباهظة التي تنفقها المملكة العربية السعودية من اجل التخفيف عن الحجاج واجراء توسعات ضخمة شملت كل المشاعر المقدسة.
لكن معالجة الحادث دوليا تحمل الينا انذارا شديدا بان الاسلام يعيش محنة قاسية بعد أن طالبت تركيا بتدويل الاشراف علي الحج والمشاعر المقدسة علي حين وجهت ايران انذارا مباشرا باستخدام القوة لاعادة جثامين حجاجها.
وأقول إن المؤامرة بدأت تمتد لتصل الي دول الخليج العربية وفي مقدمتها السعودية.. السعودية التي تجسد القلب النابض للعالم الاسلامي.
نخطئ كثيرا لو تهاونا او قللنا من محاولات التصادم معها والتي تقودها إيران وتركيا وبفكر صهيوني عقيم.. ويظل للبيت العتيق رب يحميه.