اليوم هو الرابع عشر من فبراير الذى يوافق «يوم القديس فالنتين» فى العالم الغربى أو «عيد الحب» كما نسميه نحن. كان فى بالى أن أكتب عنه، وعن الحب فى حياتنا!، ولكن فاجأتنا مأساة مصرع 20 مواطنا أبرياء ذهبوا ليشاهدوا ويشجعوا مباراة لكرة القدم فقتلوا وراحوا ضحية اهمال وسوء تصرف وحماقة من الجميع: الشرطة، ودار الدفاع الجوى، ونادى الزمالك، وربما بعض عناصر الألتراس أنفسهم.
ونحن لا نعلم يقينا حتى الآن، على من تقع مسئولية هذه الكارثة، وأطالب ألا يتأخر النائب العام فى تحقيقاته أيضا هذه المرة! غير أننا لم نكد نفيق من تلك الفاجعة حتى عاجلتنا الأنباء ــ التى لم يتضح حتى كتابة تلك السطور صباح الجمعة مدى دقتها ــ عن إعدام «داعش» لـ21 مصريا قبطيا فى ليبيا، ليس بسبب أى ذنب اقترفوه سوى أنهم أقباط. ولذلك فإن مبادرة الرئيس السيسى بتشكيل «خلية أزمة» هو خطوة أولى ضرورية للتعامل الواجب مع الحدث.
ولكن فى أى سياق ينبغى أن يكون تفكير وتصرف تلك الخلية؟ أتصور وأتمنى ــ بل وإنى أيضا أتوقع ــ أن تعالج تلك المشكلة باعتبارأنها تدخل مباشرة فى فى إطار «الأمن القومى» لمصر، وليس غير ذلك، أى باعتبارها تحمل تهديدا لمصالح حيوية مصرية لا يمكن السكوت عليها و لا التغاضى عنها، كما أتصورأيضا أن الأجهزة المعنية جميعها ــ دبلوماسية وعسكرية وأمنية ــ سوف تتضافر جهودها لصياغة بدائل متعددة، بما فى ذلك بديل التدخل العسكرى المباشر، ضد وجود داعش المتنامى فى ليبيا.
وأخيرا ينبغى أيضا أن تتواصل «خلية الأزمة» على الفور مع أهالى المواطنين المحتجزين، الذين تحاصرهم أنباء داعش السوداء عن قتل وذبح ذويهم! وأتفهم ــ فى هذا السياق ــ الكلمات المنسوبة للقمص اسطفانوس شحاتة، كاهن مطرانية سمالوط بالمنيا، والتى قرأتها على موقع «اليوم السابع»، والتى قال فيها إنه إذا تأكد استشهاد هؤلاء المواطنين «فسوف نتهم الخارجية المصرية بالتقصير الشديد، حيث إننا منذ عدة شهور استغثنا بها لسرعة التحرك لمعرفة مكان هؤلاء المخطوفين ومتابعتهم حتى عودتهم إلى بلدهم»؟!