الأهرام
مرسى عطا الله
قنبلة اللواء نوال سعيد!
4 ـ سوف يظل ما جرى فى اجتماع الرئيس السادات بأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى منزله بالجيزة مساء يوم 24 أكتوبر عام 1972 قضية مثيرة للجدل والاهتمام نظرا لوجود روايات كثيرة حول ما إذا كان الذى حدث أمرا تلقائيا وعفويا أم أن الأمر كان مبيتا لإقالة الفريق أول محمد أحمد صادق وزير الحربية - والذى حدث فعلا بعد يومين فقط من هذا الاجتماع ــ خصوصا أن الرئيس السادات كان يرى أن الفريق أول أحمد إسماعيل على هو الأكفأ للحرب المرتقبة والأكثر قبولا لدى السادات كونه رجلا عسكريا ملتزما على عكس الفريق صادق الذى كان له طموحات سياسية بعد دوره الكبير بالوقوف إلى جانب الرئيس السادات فى أحداث 14 مايو 1971 ثم بسبب عدم ارتياح السادات لكثرة الخطب التى كان يلقيها صادق فى التشكيلات الميدانية ويشتم منها رائحة السياسة إبان حملته المتشددة ضد الخبراء السوفيت قبل أن يتخذ السادات قرار الاستغناء عنهم فى يوليو 1972.

كانت بداية شرارة الصدام فى هذا الاجتماع عندما استخدم السادات براعته السياسية فى طرح سؤال مباغت عما تم اتخاذه من إجراءات استعدادا للقتال طبقا للتوجيهات التى قال إنه أبلغها للفريق صادق.. فكان الصمت الرهيب لما يزيد على دقيقة قبل أن يقطعه اللواء نوال سعيد قائد سلاح الشئون الإدارية بسؤال للرئيس السادات بأنه لم يتم إبلاغه بشيء وأنه يريد أن يعرف هذه التوجيهات فمال الفريق صادق برأسه على أذن السادات يهمس فيها وجرى تجاوز الموقف الغامض عندما طلب السادات أن يستمع لآراء الحاضرين حول الشرح الذى قدمه الرئيس فى بداية الجلسة فإذا باللواء على عبد الخبير قائد المنطقة العسكرية المركزية يقول يا سيادة الرئيس إننا نعانى نقصا فى التسليح اللازم لدخول الحرب... والتقط اللواء عبد القادر حسن مساعد وزير الحربية الخيط من عبد الخبير ليتحدث منتقدا ـ بشكل غير مباشر ما حدث من توتر العلاقات مع السوفيت بعد قرار الاستغناء عن الخبراء السوفيت وتأثير ذلك على احتياجات التسليح قبل الحرب وفى أثناء القتال.. وهنا اشتعل غضب السادات واعتبر كلام عبد القادر حسن تجاوزا لحدوده وأنه بذلك يثير نغمة تعجيزية.. وترك السادات الاجتماع وهبط إلى غرفة مكتبه بالدور الأرضى ولحق به الفريق صادق لإرضائه.. وبعد يومين فقط تغيرت الأمور وجاء أحمد إسماعيل وزيرا للدفاع بدلا من الفريق صادق.

... وغدا نواصل الحديث
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف