قبل انتصارنا في حرب أكتوبر العظيم ٧٣ كنا نعيش في مشاكل وأزمات لا حصر لها داخليا وخارجيا، كانت الأرض محتلة والكرامة مجروحة والتنمية الاقتصادية تجمدت عند الصفر! ومشاكل في عدم وجود المياه والكهرباء والطرق وانقطاع الاتصالات وطوابير البحث عن السلع الأساسية وغير الأساسية. وعلي الصعيد الخارجي كانت علاقاتنا شبه مقطوعة مع عدد من دول العالم والبعض الآخر ينظر إلينا بعدم اكتراث! حتي أن أكثرها ظن أننا أصبحنا جثة هامدة!؟
لم تكن هزيمة ٦٧ مجرد كسرة عسكرية وإنما كانت أحلاما تبددت وآمالا تقلصت.
بالرغم من كل هذه الظروف والمشاكل والأزمات استطاعت مصر أن تعبر للانتصار في أعظم معركة لتحرير الأرض واسترداد الكرامة، اعتمادا علي الامكانيات المتاحة حيث اعتمدنا علي العلم في التخطيط وإدارة المعارك واستخدام الأسلحة المتقدمة، غير أن أهم عوامل النصر كانت هي إرادة الإنسان المصري التي صنعت روح أكتوبر، روح عدم الاستسلام والإصرار علي تحرير الأرض والإيمان بالله وبالوطن وبالنفس والقتال لتحقيق إحدي الحسنيين النصر أو الشهادة.
لو لم يكن نصر أكتوبر لاستمر الموقف الموزع بين الشماتة والبكاء حزنا علي الأوضاع في مصر وكيف حولت مصر هذه المشاعر إلي مشاعر واحدة تتمني وتدعو إلي مساندة الريادة المصرية في إدارة الصراع العربي الإسرائيلي وكيف عاد التضامن العربي في أفضل تجلياته فرحا بمساندة مصر حكومة وشعبا وجيشا.
لاشك أننا أحسن حالا بمراحل كثيرة الآن مما كنا عليه قبل حرب أكتوبر في جميع المجالات داخليا وخارجيا.. ولكن أشياء كثيرة نستطيع إنجازها إذا توهجت فينا روح أكتوبر فمشاكلنا أقل بكثير من تحديات أكتوبر.. فمتي نعبر؟!