ماذا يريد اتحاد كرة القدم المصري؟
هل يريد مزيدا من الضحايا.. ونشر الفوضي.. وضرب استقرار الوطن وزعزعة أمنه؟!
قرار غريب اتخذه مجلس إدارة الاتحاد باستئناف الدوري العام 19 فبراير الجاري بمباراة الرجاء وبتروجت.. والنصر وسموحة في الأسبوع ال22 من عمر الدوري.
لا يمكن استئناف تلك المباريات إلا بموافقة وزارة الداخلية المسئولة عن الأمن.. ويجب علي وزارة الداخلية ألا توافق علي استئناف الدوري في هذه الظروف القاسية.. وفي أجواء يخيم فيها الحزن علي الجميع.. ومازالت صور دماء ضحايا أحداث استاد الدفاع الجوي.. ماثلة أمام الناس.. وتجلب الدموع والأحزان.
كيف نستأنف المباريات.. ومازلنا نبحث عن الجناة الحقيقيين الذين تسببوا في وقوع كارثة مباراة الزمالك وانبي باستاد الدفاع الجوي؟!
ان هناك قضايا أهم ألف مرة من استئناف مباريات الدوري.. التي لا تقدم ولا تؤخر.. بل تثير الغثيان.. ولا تجلب إلا الأحزان وسقوط ضحايا في ربيع العمر.
للأسف اتحاد الكرة يتخذ القرار.. بينما يدفع رجال الأمن الثمن.
أعضاء الاتحاد يتخذون قرارهم وهم يجلسون في المكاتب.. باحثين عن العائد المالي.. بينما الشرطة تتحمل مسئولية تأمين الجماهير.. والحفاظ علي أرواحهم.. في ظروف كلنا نعلمها.. وفي ظل أجواء خانقة ضاغطة تستقلها الأذرع الإرهابية التي تجد في التجمعات البشرية المناخ الملائم لزرع قنابلها.. أو قتل الأبرياء.. مستخدمة كل وسائل الإغراء من مال وذخائر لاجتذاب شباب غض مقهور أو عاطل.. أو غائب عن الوعي.. لتنفيذ أهداف دنيئة خبيثة لاحراج الدولة ومحاولة كسر هيبتها.
مهما كانت الضوابط التي يحددها اتحاد الكرة لتنظيم مباريات الدوري.. فإنه لا يستطيع منع الجماهير تماماً من التوجه للملاعب.. حتي لو أعلن عن إقامة المباريات بدون جمهور.
هل يستطيع اتحاد الكرة توفير رجال أمن لديهم القدرة علي تنظيم المباريات.. ومع دخول الجماهير؟!
بالطبع لا.. وإذا استطاعوا تنظيم الجمهور داخل الملاعب.. فإنهم لا يقدرون علي منع المتهورين والمندفعين خارج الاستاد..خاصة ان هناك عناصر مأجورة يبيعون أنفسهم مقابل المال.
ألم يعترف بعض المتهمين في احداث استاد الدفاع الجوي انهم تلقوا أموالاً من الجماعة الإرهابية لاشعال الأحداث؟!
ان استئناف مباريات الدوري سيخلق مناخاً سيئاً وأرضاً خصبة لتدبير مؤامرات جديدة ضد الوطن.. يدفع ثمنها شباب صغير يعشق كرة القدم ولا يتردد في تسلق الأسوار لمتابعة المباريات.
ان دماء شبابنا غالية.. لابد ان نحميها وهذه مسئولية وزارة الداخلية.. والحكومة كلها.. فلا نترك القرار في ايدي أعضاء اتحاد ربما يتنصلون من المسئولية عند وقوع الكارثة.
يجب ارجاء مباريات كرة القدم.. لحين الانتهاء من المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ.. والانتخابات البرلمانية.. حتي نضمن استقرار الوطن أولاً.. وفي ذات الوقت نعطي الفرصة للألعاب الأخري.. وتسليط الاضواء عليها.. وابطاله الذين حققوا انجازات وبطولات عالمية ولم يحصلوا علي نصيبهم من الشهرة والأضواء التي احتكرها لاعبون فشلوا في مهامهم.