الجمهورية
أحمد بهاء الدين شعبان
راية فلسطين ترفرف في سماء العالم
لم تنقطع يوما المحاولات الصهيونية والأمريكية. منذ دخل مشروع اغتصاب فلسطين حيز التنفيذ. وحتي الآن. عن استهداف تصفية القضية الفلسطينية. ووأد الهوية القومية لشعب فلسطين. والقضاء المبرم علي الوجود الفلسطيني المستقل. واجتثاث الوشائج العميقة. التي تربط بين الشعب الفلسطيني وأرضه التاريخية.
ورغم كل ذلك.. رغم المعاناة الرهيبة. والآلام الفظيعة. والتكلفة الباهظة. فإن إرادة التحدي لدي أبناء فلسطين. وصمودهم الأسطوري في مواجهة آخر وأحط صور الاستعمار الاستيطاني. وضد كل مؤامرات الإزاحة والإزالة. ومخططات كسر روح المقاومة. وبث مشاعر اليأس والإحباط.. استطاعت أن تُبقي لهب الثورة محتدما. وشعلة النضال مرفوعة. تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل. ويُستشهد علي دربها صفوف الشهداء. صف بعد صف!
وتمكنت إرادة شعب فلسطين الفولاذية. من أن تواجه عواصف وتقلبات السياسة الدولية والإقليمية والعربية. وأن تصمد. ليس في وجه المخططات الصهيونية. والمؤامرات الغربية والأمريكية وحسب. بل وأيضا في مواجهة طعنات خناجر "الأشقاء". التي كثيرا ما انغرست في ظهر الجسد الفلسطيني المعذب. وأن تفرض علي العالم كله الاعتراف بالحق الفلسطيني الذي لا مراء فيه.. ينبغي أن يكون للفلسطينيين وطن ودولة. وعلم غال. يرفرف بين أعلام الدنيا. ويناطح السماء بألوان الفداء التي تميزه الأسود والأحمر والأبيض والأخضر. وعلي نفس الدرجة من الاحترام والتبجيل!
* ولا شك أن هذا التطور يمثل ضربة قوية للمشروع الصهيوني الاستعماري. الذي تصور كهنته أنهم حققوا غاية مرادهم بحصار الفلسطينيين. ومحاربة أحلامهم المشروعة في وطنهم الحر ودولتهم المستقلة. حتي فاجأتهم الراية الفلسطينية الحرة وهي تناطح السماء!
* لكن. ورغم ابتهاجنا بهذه الخطوة الأممية الهامة. التي تعيد الاعتبار لحلم شعب فلسطين المشروع في التحرر من أغلال الصهيونية. لا يجب أن ننسي الواقع الفلسطيني المرير. والمتمثل في:
الانقسام الفلسطيني الداخلي. الذي يضعف قوة المعسكر الفلسطيني ويبدد طاقته. ولا يخدم أهداف الشعب الفلسطيني الاستراتيجية.
توزع الولاءات علي الساحة الفلسطينية. بين أطراف وطنية خالصة تعمل لصالح الوطن. وأخري تعمل لصالحها الشخصي. وثالثة تعمل لصالح أطراف خارجية: جماعة الإخوان الإرهابية. قطر. تركيا. أمريكا. إسرائيل.. إلخ!
مشاريع التهويد الإسرائيلية. التي تجري علي قدم وساق. انطلاقا من اعتبار الدولة الصهيونية "دولة يهودية" خالصة. وبما يعني تهديد وجود ما تبقي من عرب فلسطين في الأرض الفلسطينية التي تم اغتصابها عام 1948. بموجات "ترانسفير". "أو "طرد" و"ترحيل"" جديدة. لإجبارهم علي مغادرة أراضيهم ومساكنهم. والاستيلاء عليها نهائيا. وضمها لأملاك الدولة الصهيونية.
القضم المستمر لما تبقي من أراض فلسطينية. من خلال خطط الاستيطان الواسعة والمتسارعة. والتضييق الخانق علي من تبقي من فلسطينيين في أرض الـ "48". لدفعهم إلي مغادرة وطنهم. بهدف تحقيق كامل السيطرة علي أرض فلسطين. وكوضع يفرض نفسه بفعل الأمر الواقع. أو حال نشبت حرب في المنطقة. أو من خلال أية وسيلة ممكنة أخري!
المؤامرات المستمرة لهدم المسجد الأقصي. بحجة وجود آثار لـ "هيكل سليمان الثالث" تحت منشأته. والتضييق علي المصلين فيه. واقتسام فترة زيارته بين أصحاب المسجد من الفلسطينيين العرب. وبين قطعان المستوطنين المجرمين. دائمي التحرش بالمصلين.. إلخ.
وأخيرا: الصعوبات والتعقيدات التي تمر بها أغلب دول الوطن العربي. بعد الانتفاضات الثورية. والمؤامرات التي تعرضت لها. والتدخلات الخارجية من أجل استغلالها لتفتيت وحدة دول المنطقة وهدم استقرارها. وبروز ظواهر "الإرهاب المعولم". الذي امتص ما تبقي من قدرات. وتسبب في تراجع الاهتمام بالشأن الفلسطيني في مناطق عربية عديدة.
****
ما تقدم بعض أهم التحديات التي يواجهها "الملف الفلسطيني". وهي تحديات ليست بالهينة. وتتطلب وحدة الإرادة الفلسطينية "وما تبقي من الإرادة العربية". حتي تبقي علي جذوة القضية الفلسطينية وتحميها من الانطفاء.
ويبقي أن اهتمام مصر المستمر بهذه القضية العادلة. وموقفها الدائم في الدفاع عن مصالح شعب فلسطين. لا ينبع من موقف إنساني وأخلاقي ثابت وحسب. وإنما ينطلق من إدراك واضح لعمق ارتباط الأمن القومي المصري بفلسطين. التي تمثل خط الدفاع الأول عن مصر. التي دائما ما كان يتهددها الخطر الخارجي القادم من الشرق.
راية فلسطين
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف