حمدى الكنيسى
في ذكراها .. تسأل الرئيس ؟!
لقد تعرضت حرب أكتوبر المجيدة للظلم غير المقصود عندما لم يتم تصوير موجات العبور الرهيبة لاعتبارات السرية البالغة التي كانت من اسباب نجاح عنصر «المفاجأة»
كلما أطل علينا شهر أكتوبر محتضنا بكل الحب والاعتزاز يوم «السادس» منه، نندفع جميعا في تقديم البرامج وكتابة المقالات واجراء اللقاءات والندوات لنتحدث بالفخر والسعادة عن حربنا المجيدة التي اندلعت شرارتها في ذلك اليوم، وطبعا نستعرض ما حققته حربنا من انجاز بلغ حد الاعجاز، ونحكي، ونحكي، ونحكي كيف خططنا، وكيف نفذنا، وكيف حطمنا الاساطير الاسرائيلية، وكيف غيرنا بها المفاهيم العسكرية والسياسية والدولية، نفعل نحن ذلك مرة أو مرتين كل عام، ثم نتركها تدخل طي النسيان، حتي ان اخشي ما اخشاه ان الاجيال الجديدة لم تعد تركز علي تلك البرامج والمقالات والندوات، بل ان منهم من فقد أية صلة بحربنا المجيدة وسط اهتماماتهم الشبابية خاصة بعد ظهور الانترنت والموبايل والمواقع الاليكترونية.. هذا هو الواقع يا سيدي الرئيس! ولذلك فانني أكاد اري «حربنا المجيدة» وهي تتجه نحوك بأسئلتها وتساؤلاتها التي تعرف جيدا ان اجاباتها المنشودة لديك.
تسألك حرب السادس من اكتوبر يا سيادة الرئيس «المشير» عبدالفتاح السيسي قائلة: هل يرضيك أن تكون علاقتي - انا الحرب التي فاجأت العالم بنتائجها - معدومة أو شبه معدومة بالنسبة للشباب والاجيال الجديدة، وكأن انجازاتي العسكرية والسياسية الهائلة لم يعد لها مكان الا في عقول من حققوها أو تابعوها من كبار السن؟!
وبهذه المناسبة هل يرضيك ان يجيب شاب علي سؤال وجهته له المذيعة عما يعرفه عن اكتوبر فيقول لها: أيوه دا كوبري هايل بس ساعات بيكون زحمة!! وهذا شاب آخر يقول: ان ما يعرفه عن اكتوبر هو «مدينة ٦ أكتوبر»!!
ونتيجة لهذا الواقع المؤلم.. هل يرضيك يا سيادة الرئيس ان يقع شبابنا وأجيالنا الجديدة في مصيدة الدعاية الاسرائيلية الخبيثة التي تحاول قلب الحقائق وتشويه ما حققه ابطالي المقاتلون من تحطيم لاسطورة جيش دفاعهم الذين كانوا يتغنون بأنه الجيش الذي لا يقهر فاذا به ينهار ويسقط مذعورا امام ضربات ابطالي العظام، ولا يملك الا ان يستغيث بأمريكا حتي تسارع بامداده بأحدث الدبابات والطائرات بالجسر الجوي الذي شاهده العالم والذي حمل فيما حمل ضباطا وطيارين امريكيين وفروا لهم بطاقات الجنسية الاسرائيلية؟!
وتواصل حرب السادس من اكتوبر تساؤلاتها للرئيس قائلة: سيادة الرئيس: لقد تعرضت - انا الحرب التي تصفونها بانها الحرب المجيدة - للظلم غير المقصود عندما لم يتم تصوير موجات العبور الرهيبة لاعتبارات السرية البالغة التي كانت من اسباب نجاح عنصر «المفاجأة» التي كانت من اسباب النصر، ولقد علمت من مراسل حربي ان خبيرا دوليا قال انه لو تم تسجيل ذلك العبور تليفزيونيا وسينمائيا لكانت مشاهدها مصدرا رائعا للاعمال الدرامية، بل كان يغري جهات الانتاج الفني العالمية بشرائه بأعلي الاسعار، ومع ذلك فانني قد عرفت مؤخرا انه توجد فعلا في ادارة الشئون المعنوية بعض الصور الحية، ويمكن طبعا استثمارها مع المشاهد التي يتم اعدادها بالتدريبات التي تستلهم اجواء معاركي!!
سيادة الرئيس: من حقي المطلق كحرب العزة والكرامة - ان يكون الاحتفال بي مختلفا وشاملا.
من حق الابطال الذين صنعوني ان تقام لهم «التماثيل» في مختلف ميادين مصر، مع لوحة لكل تمثال تضم معلومات عن البطل والمعركة التي خاضها، وكل ما يتصل بي انا الحرب المجيدة تصور- سيادتك - لو توقف الشباب امام تمثال للبطل الاسطورة «ابراهيم الرفاعي» وقرأوا ما يكتب عن اعماله التي اتسمت بالفكر والشجاعة المذهلة؟! وطبعا يتوقف الشباب امام تماثيل اخري مثل الفريق سعد الشاذلي، والمشير الجمسي، والمشير أحمد إسماعيل وغيرهم من القيادات العسكرية الي جانب المقاتلين الابطال من شباب الضباط والجنود امثال عبدالعاطي ومحمد المصري وابراهيم عبدالعال وغيرهم من صائدي الدبابات وابطال المعارك الجوية والبحرية.
وهل آن الأوان - يا سيادة الرئيس - ان يتم استخدام اسلوب الجداريات فتتزين اسوار المدارس ومراكز الشباب ومختلف المؤسسات برسوم ولوحات تجتذب الشباب ليعرفوا منها عني وعن ابطالي ما لا يجب ان يغيب عنهم ليتشرفوا اكثر بانتمائهم ومصريتهم؟
وهل آن الاوان لاكون باحداثي وبطولاتي ضمن مناهج الدراسة في كل مراحلها باسلوب مشوق يستهوي الصغار والكبار.
ولتسمح لي - يا سيدي - ان اعود للحديث عن الفنون والاعمال الدرامية فاقترح ان تصدر تعليماتك لوزارة الدفاع ووزارة الثقافة وقطاعات الانتاج الرسمية للبدء فورا في تنفيذ خطة عريضة لافلام ومسلسلات ومسرحيات تليق بي وبرجالي الابطال، وبالمناسبة اقترح تدعيم «مجموعة ٧٣ مؤرخين» من الشباب الذين ازعجهم ما تتعرض له الاجيال الجديدة من دعايات خبيثة واغراءات عديدة اما ينسون معها كل شيء عني او يتأثرون بالدعاية الصهيونية!
سيادة الرئيس: كنت اتمني لو اهتم الرؤساء السابقون بمثل الافكار التي طرحتها الان لتخليدي بما استحق، ويبدو ان القدر شاء ان يتم ذلك علي يدك انت خاصة وانك من اعاد للجيش صورته ومكانته وقدمت به ومعه انجاز عسكريا آخر في «يونيه» له قيمته وحجمه التاريخي.
سيادة الرئيس: سألتك وسألتك وناشدتك، ومن جانبي انا «حرب اكتوبر المجيدة» أثق انني لن احتاج في العام القادم لاسئلة جديدة لانني - بقراراتك وايقاعك السريع سوف ادخل قريبا كل بيت وكل عقل، وكل قلب علي مدار العام.