الجمهورية
احمد الشامى
عبقرية "السيسي".. ودهاء "القيصر"
أثبت الرئيس عبدالفتاح السيسي أنه القائد الوحيد في العالم الذي يمتلك رؤية لإعادة التوازن الدولي المفقود بعد سنوات من الهيمنة الأمريكية أدت إلي حدوث خلل في جميع المناطق. فهو الذي وقف وحده بدعم من شعبه في وجه أخطر التنظيمات الإرهابية علي الأرض والتي تقودها جماعة الإخوان الإرهابية. في وقت تعاملت واشنطن وغيرها من دول أوروبية مع تنظيمات تتاجر بالدين مثل "داعش" بـ "القوة الناعمة" لتتركه يتمدد في الشرق الأوسط بمعاونة تركيا التي قدمت له الدعم بأشكاله كافة وكانت ممرا آمنا لعناصره. وهو ما اتخذته دولا أوروبية منهاجا للتعامل مع التنظيم نفسه. وراحت أمريكا تتصور أن سياسة "الشوكة والسكين" التي تتبعها مع مثل هذه القضايا المصرية سيستمر طويلا وأن لا أحد يستطيع تغيير هذا الأسلوب. إلي أن هاجم المهاجرون غير الشرعيين دولا أوروبية وبعدها بدأت تبحث عن حل حقيقي لأزمة الإرهاب.
أخيرا تأكدت أمريكا أن "إتيكيت الشوكة والسكين" لا يصلح في السياسة. وأن رؤية الرئيس السيسي للقضاء علي الإرهاب التي تعتمد علي المواجهة. هي الأمثل للوصول إلي حلول حقيقية علي الأرض. ولما كانت واشنطن وغيرها من الدول الأوروبية لا ترغب في خسارة نقطة دماء واحدة. ولذا كان عليها ترك ساحة الحرب للدب الروسي الذي أبدي الاستعداد لخوض المعركة بالتعاون مع النظام السوري والعراق وإيران وحزب الله. فالمهم أن دهاء "القيصر" بوتين يتعامل مع هذه الأزمة بـ "خلطة" الرئيس السيسي العبقرية المزودة بخبرات وتجارب لا تمتلكها الكثير من الدول. فلسنا في مرحلة الإجابة عن السؤال الذي حيرنا سنوات هل يرحل الأسد قبل القضاء علي الإرهاب أم بعده. فالمهم الآن أن نتخلص من تجار الدين. ويقيني أن الرئيس الروسي لا يمتلك وعدا ببقاء الرئيس السوري أو رحيله. فالشعب هو من سيقرر ذلك. لكن المهم أن تبدأ حملة تطهير الدولة من الخونة.
والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. الذي تدعمه مصر ودول كثر في الحرب علي الإرهاب. أعلن بتوجيه ضربات لداعش عودة "القيصر" إلي واجهة السياسة العالمية وعلاج الخلل الذي تعاني منه منذ سنوات طويلة. إذ وضع واشنطن أمام أمر واقع مرير أنه صاحب الكلمة العليا. بعد أن أصر الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأعوانه علي التعامل مع "داعش" بضربات "ناعمة" لا تقدم أو تأخر بل تزيد التنظيم قوة. خصوصا أن بدايات العالم المقبل ستشهد بدء سباق الانتخابات الأمريكية التي لن يكون لأوباما لأي دور فيها بعد أن قضي فترتين رئاسيتين ولم يعد أمامه سوي أن يترك بوتين ليدخل علي خط المواجهة. ليقف يتفرج وربما يتعلم فالمهم لديه ألا يورط أمريكا في حرب لا يعلم نتائجها. ولذا لم يعد أمامه سوي التنسيق عسكريا واستخباراتيا مع موسكو لتجنب الصدام بينهما فليس سرا أن ما يهم أوباما أمن إسرائيل وعدم وصول الإرهاب إلي بلده.
وأقول لكم. إن مصر قادها الكثير من الحكام منذ عهد الفراعنة حتي العصر الحديث. ولا يذكر التاريخ منهم إلا القليل الذين ضحوا من أجل وطنهم. ووضعوا أرواحهم فوق أكفهم حبا في شعوبهم. وسعوا من أجل نشر العدل والمساواة وإطلاق مشروعات تنمية تعود بالخير علي الأجيال الحالية والمقبلة. وأستطيع أن أؤكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أحد هؤلاء الزعماء الذي يدافع عن وطنه بقوة ولن يسمح بأن يغرق في الدماء. علي يد جماعة الإخوان الضالة التي تثبت يوما بعد يوم أنها مجموعة من "النسوان". ولعل اعتدائهم علي الوفد الإعلامي المصري في نيويورك خير دليل علي ذلك. إذ لايزالون يعتقدون أنهم سيعودون إلي السلطة ويجبرون الشعب علي عبادتهم بعد أن اكتشف خيانتهم وطردهم من السلطة فهم امتداد للكثير من الحكام الذين تلاعبوا بأحلام شعوبهم علي مدي التاريخ وأقاموا دول خلافة متعاقبة علي مدي مئات السنين لم يجن منها الشعب سوي القهر والفقر والاستبداد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف