ذات يوم سألت الكاتب الكبير الأستاذ أنيس منصور (رحمه الله) عن الفنان عبدالحليم حافظ.. فقال لى: «إنه جاء فى وقته المناسب تماما».
والمعنى الذى استخرجته من العبارة أن الموهبة مهما توافرت لها عوامل النجاح فإنها تظل دائما فى حالة ضياع ما لم يتوافر لها الوقت المناسب لظهورها.
ولا أظن الموهبة فقط هى التى تحتاج للوقت المناسب، بل هى حياتنا كلها، فكثير من الأشخاص المثاليين نلتقى بهم ولكن فى الوقت الخطأ.
وأعتقد أن هذا ينطبق بقوة على المهندس محمود طاهر رئيس النادى الأهلى الذى أتعاطف معه كثيرا، وأرى أن الوقت الذى تولى فيه المسئولية قد خذله كثيرا، ففريق الكرة ليس فى أفضل حالاته.. والمارد (الذى يسمونه الجمهور) لا يحضر المباريات ومن ثم لا يساند الفريق فى المدرجات لظروف البلد الأمنية.. كما أن مجلس الإدارة المعاون له كله تقريبا من حديثى العهد وقليلى الخبرة باستثناء الرجل المحترم محمد عبد الوهاب الذى أخذ جانبا منذ الأسبوع الأول لوجود المجلس بعد الانتخابات وآثر الابتعاد.
ولابد من تأكيد التقدير الكامل لكل مسئولى النادى وأعضاء إدارته، ولكن المقارنة ـ كجماعة ـ مع المجلس السابق ـ مثلا ـ ليست واردة، فقد كان المجلس يضم أحد أعظم لاعبى الكرة فى العالم الكابتن محمود الخطيب، ومعه المحترم العامرى فاروق الذى صار فيما بعد وزيرا للرياضة والذى أراه بمفرده مجلس إدارة كاملا، ويكفى أن يكون معهما هشام سعيد وخالد مرتجى والدرندلى ورانيا علوانى، وفوق كل هذا يقودهم باقتدار وكفاءة المايسترو صالح سليم ومن بعده الكابتن حسن حمدى.
وأغلب الظن أن عددا ممن أفرزتهم الجمعية العمومية الأخيرة للنادى ـ وليس كلهم طبعا ـ لا يعرفون قيمة وأهمية وعظمة النادى الأهلى، لدرجة أن أحدهم ظهر فى برامج عديدة يهاجم محررا ناشئا تحت التمرين بإحدى الصحف، وكأن هذا الشاب الصغير هو المسئول عن كل مشاكل وكوارث وهزائم هذا الكيان الجماهيرى المسمى «النادى الأهلى».
أعود فأقول إن محمود طاهر هو الشخص المناسب لكن التوقيت ظلمه، ومن ثم يجب عدم القسوة عليه لأنه بالفعل يستحق الاحترام من الجميع.
أما جماهير النادى الأهلى العريضة فلها الله، وستظل تعانى وتعانى حتى موعد الانتخابات المقبلة.. ولا عزاء لها فى ضياع البطولات إلى أن يحين هذا الموعد.