احتفلت مصر أول أمس بعيد انتصاراتها في أكتوبر والتي غيرت مصير العالم كله. ورغم مرور ٤٢ عاما عليها إلا أن مراكز البحوث والدراسات العسكرية لاتزال تبحث وتنقب عن المتغيرات التي أحدثتها الحرب والتي محت وإلي الأبد اسطورة إسرائيل التي لا تهزم.

يأتي احتفالنا في الوقت الذي تخوض فيه قواتنا المسلحة حرباً من نوع جديد ضد فلول الإرهاب والعنف والتطرف.. حرب تمثل تحديا صعبا لأنها ضد أعداء كانوا يستهدفون إسقاط مصر تمهيداً لإسقاط كل الدول العربية وهو المخطط الجهنمي الذي بدأ يوم ٢٥ يناير ولانزال حتي اليوم نسدد فاتورته الباهظة.

شاء قدر مصر أن تكون الحائط المنيع ضد محاولات الالتفاف التي تقوم بها قوي الظلام والتي تحاول جاهدة تغيير التكنيك الذي استخدمته في بداية ما سمي بثورات الربيع العربي والذي أفشلته ثورة الشعب المصري وقواته المسلحة في ٣٠ يونيو.. نحتفل بذكري أكتوبر التي قادها ابن مصر البار الشهيد أنور السادات والذي يظل أسطورة من الوطنية لا يجاريه فيها أحد. نحتفل بالذكري ونحن نذكر بالفخر والاعتزاز كل جنود مصر وضباطها الأبطال الذين سجلوا ملحمة وطنية وعسكرية لم يعرفها التاريخ من قبل.

نحتفل بذكري أكتوبر ولكننا للأسف الشديد نكاد نفقد روح أكتوبر العظيمة التي تجسدت في وحدة واصطفاف الشعب المصري كله نحو هدف واحد وهو تحرير الأرض.

نكاد نفقدها رغم أننا بالفعل نخوض هذه الأيام حرباً شرسة لم تعرفها مصر من قبل. حرباً تشارك فيها قوي كثيرة في عالم يتشكل من جديد وتتغير فيه الحدود ومفاهيم الأمن القومي.. نفتقد روح أكتوبر في كل القطاعات المدنية وفي حياتنا السياسية رغم أننا نجدها تشع من جديد داخل قواتنا المسلحة وهي تكتب أكتوبر جديد ضد عدو أشرس وأخطر بكثير من العدو التقليدي وهو إسرائيل.. عدو لا يعترف إلا بمصالحه حتي لو كان ثمنها بحوراً من الدماء.. دماء يعتقدون أنها رخيصة. في أكتوبر نتذكر أرواح كل الشهداء الأبرار الذين سيظل تاريخنا يفخر بهم وبما حققوه ويا روح أكتوبر عودي من جديد فنحن أحوج ما نكون حاجة لك.