يسرى السيد
روح أكتوبر لإنقاذ مصر الآن!!
هل آن الأوان ان نستحضر روح حرب أكتوبر الحقيقية أمامنا الآن بحق وحقيقي بعد 42 عاماً من انتصار 6 أكتوبر 1973؟
ألح السؤال علي ذهني طوال الأيام الماضية وأنا أقارن الظروف والتحديات التي مرت بها مصر بعد هزيمة 1967 وحتي تحقيق الانتصار في 6 أكتوبر وبين الظروف التي مرت بها مصر طوال أكثر من 30 عاماً بل والمنطقة العربية كلها أعتقد ان المعركة الآن أصعب بكثير وتستلزم ايقاظ كل الهمم وبشكل كبير لأن التحديات أخطر وأخطر.
مثلاً كان العدو في الماضي واحداً ومحدداً ومازال.. أقصد اسرائيل.
الآن أضيف الي هذا العدو عدواً أخطر أقصد السوس الذي ينخر في الجسد والروح معاً.. وللأسف كان العدو الجديد.. "منا" ارتدي عدة وجوه وماسكات. انخدعنا فيها لبعض الوقت لدقة التنكر ونفذ خطة العدو باحكام بل وفاق ما كان يحلم به العدو في سيناريوهاته.
مثلاً عندما احتلت اسرائيل سيناء لم تستطع هزيمة الوجدان الشعبي أو هز ثقته في قائده فخرجت الملايين ترفض تنحي الزعيم جمال عبد الناصر واكملت المسيرة مع الرئيس أنور السادات.
وفي ثورتي 25 يناير و30 يونيو فاق الشعب وأدرك حجم وخديعة من حكموه فخلعهما. لكن للأسف مازالت آثار أفعالهما تسلسل أقدام الوطن من التقدم حتي الآن في يونيو 1967 احتلت اسرائيل سيناء في 6 أيام وأحدثت النكسة بجيش لم يحارب ونصف قواته خارج مصر يحاول تحرير اليمن وشعبه من رجعية بغيضة. والأهم من النكسة العسكرية كان الهدف هو هزيمة ثورة 1952 بعد 15 عاماً من قيامها بعد نجاحها في هز أركان الاستعمار القديم ودق آخر مسمار في نعشه في الجزائر وأفريقيا وحتي أمريكا اللاتينية والأخطر وضع مصر علي طريق التقدم والهدف عرقلة النمو.
في 25 يناير استطاع المصريون في 18 يوماً خلع مبارك ونظامه بعد 30 عاماً من قهقرة الدور المصري وتقزيمه. والأخطر من ذلك قتل الروح المصرية في الابتكار والابداع بعد ان أسكن كل أنواع الأمراض في الجسد المصري.
من تخلف بعد افساد النظام التعليمي وقتل البحث العلمي.
من خروج مصر من دائرة الدول الصناعية النامية بعد ان باع مصانعها وشرد أكفأ عمالها بتراب الفلوس.
بعد ان أفسد زراعتها بالمبيدات المسرطنة وتصحير دلتاها وبيع أراضيها البكر ومشروعاتها الضخمة بملاليم لبعض المستثمرين.
بعد ان انهك الجسد المصري واصبح منتهي طموح الملايين هو الموت بعد ان نهشت فيهم الأمراض بكافة أشكالها وألوانها وأصبح خبر مرض شخص بالسرطان أو الفشل الكلوي أو الكبد.. خبراً عادياً مثل الأنفلونزا!
ولم تقف مصر حتي محلك سر ولكن تم تنفيذ الخطة الصهيونية في محاولة قتل مصر مع سبق الاصرار والترصد وللأسف بأيد مصرية آسف بـ"ماسكات" مصرية.
نعم كنا ننتظر بتحسر الي دول بدأت بعدنا وأصبحت نموراً اقتصادية بل وقوي اقتصادية كبري. ونحن نعاني من أجل الحصول علي رغيف عيش وأنبوبة بوتاجاز وشربة ماء لشبه الأحياء. وجرعة دواء للمرضي وأكفان لمن يأسوا من الحياة!!.. باختصار تم احباط الحلم ببيع الماضي والحاضر والمستقبل!!
وباختصار أشد عندما احتلت اسرائيل جزءاً من الأرض المصرية. لم تستطع احتلال الروح المصرية لذلك كان الانتصار في 6 أكتوبر سهلاً لشعب لا يعرف المستحيل أذهل العالم بقدرته وارادته.. يعني نجح في 6 ساعات في ازالة نكسة 6 سنوات!!
لأن الشعب آمن بقائده وقف وراءه سداً منيعاً صلداً بعد توحد الهدف وتحديد العدو وانتصر.
نعم لم يكن الانتصار سهلاً لكنه تم بالعرق والجهد والدم.. واخرج الفرعون من جعبته "الحية" التي التهمت الكيان الإسرائيلي وكسرت أنفه.. لكن المعركة لم تنته حتي باتفاقيات السلام إياها.
لكن تغيرت اشكال المعارك والجيوش علي الأقل في المراحل المتقدمة من المواجهات الدائرة الآن.. والنتيجة ما نراه الآن.
الصورة مفزعة مفزعة.. سوريا تحتفل بذكري انتصار أكتوبر هذا العام وهي ممزقة. ومشتت أهلها والدمار ينهش كل جزء منها.. اليمن الذي أغلق باب المندب في حرب أكتوبر تشتعل النيران في كل بقعة منه وأصبح اليمن "التعيس" بعد ان كان في الكتب والذاكرة اليمن "السعيد".
دول الخليج وفي مقدمتها السعودية التي قطعت البترول عن أنصار وحلفاء إسرائيل في أكتوبر المجيد. تواجه الآن السيناريو الغامض والواضح في نفس الوقت وهو التمزيق قبل الاستيلاء الكامل عليها.. والعراق وليبيا والسودان والصومال.. الخ.. نعرف ما حدث به وتبقي مصر.. درة التاج بالنسبة لهم.. وقدس الأقداس بالنسبة لنا.
هم لا يريدون المنطقة بدونها.. ونحن نريد المنطقة بدونهم وبدون أذنابهم.. نعم مررنا بغفلة لكن "فقنا" منها في ثورة 30 يونيو بعد ان ادركنا المخطط الجديد ووكلاءه الجدد بخلعنا حليفهم الاستراتيجي في 25 يناير.. لذلك علينا الآن استحضار كل روح أكتوبر منذ 42 عاماً.. علينا الآن تحفيز الهمم للمواجهة.. خاصة ولدينا قائد تلتف حوله جموع الشعب إلا قليلاً. وهم خارج الحسبة أصلاً لأنهم خارج حسابات الوطن.. لكن خطورتهم أنهم العدو الساكن فينا وهم أخطر من العدو الواضح الذي نعرفه جميعاً.
علينا استحضار روح أكتوبر وعزيمته في محاولة انهاض مصر من كبوتها.. بتحريرها من عدوها الداخلي من أذناب وفلول نظام مبارك الذي تسبب في "وكستنا" 30 عاماً وخلايا الاخوان النائمة وكتائبهم التي ترتدي عباءة الدين وتدمر كـ"الهكسوس والتتار" في الجسد العربي هنا وهناك.
علينا استحضار روح أكتوبر وعزيمته في محاولة انهاض مصر من كبوتها بالاستعداد لعدوها الخارجي والعمل بـ"أيدينا وأسنانا" في إعادة مصر الي مكانها الحقيقي الذي تستحقه في تنمية اقتصادية وصناعية وزراعية تعيدنا الي مكاننا الذي نستحق.
علينا استحضار روح أكتوبر وعزيمته في محاولة انهاض مصر من كبوتها بإعادة الروح للبحث العلمي ومنظومة التعليم.
علينا استحضار روح أكتوبر وعزيمته في محاولة انهاض مصر من كبوتها بعلاج حاسم لكل أسباب الأمراض التي أصابت الجسد المصري من مسرطنات وفيروسات وأوبئة من كل لون ولون.
باختصار علينا الالتفاف حول الرئيس عبد الفتاح السيسي وجيش مصر بعد ان حددنا الهدف وعرفنا العدو.
هل نتحرك ونكون علي أقصي درجات الوعي من السيناريو المحبك الذي يتم تنفيذ حلقاته ببراعة حولنا؟
ألم أقل لكم اننا بحاجة الي روح أكتوبر 1973 وأكثر الآن من أي وقت مضي!!