مجدى حلمى
البدو.. المخطط الأمريكي الجديد
نغمة جديدة بدأت تظهر في أوساط الإدارة الأمريكية.. وبمعاونة منظمات تعمل في مجال حقوق الإنسان.. هذه النغمة تتكلم ان في مصر انتهاكات واسعة لحقوق فئة من الفئات وهي فئة البدو.. هذه النغمة ظهرت في القمة التي دعا اليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمكافحة الارهاب كما سميناها نحن ولكن اسمها الأمريكي مكافحة التطرف العنيف.
والخطة التي تتبعها الإدارة الأمريكية هي نفس الطريقة التي حاولت إثارة قضية الأقباط في تسعينات القران الماضي وقضية النوبة في مطلع الألفية الجديدة.. وتتضمن هذه الخطة دفع عدد من منظمات حقوق الإنسان إلي عقد ندوات أو ورش عمل أو مؤتمرات لمناقشة قضايا حقوق الإنسان. ثم يتم وضع القضية المراد اثارتها ضمن التوصيات وتصعيدها حتي يكون هناك مبرر للتدخل في هذه الدولة.
وأتذكر في قضية الاقباط أنه تم استخدام مركز ابن خلدون وتصدت له وسائل الإعلام وفشلت هذه المخططات.. لكن الان يتم استخدام مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان وهو المركز الذي يديره الصديق بهي الدين حسن الذي استغل علاقته بالرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي وتم توقيع اتفاقية مقر للمركز وتم نقله من القاهرة إلي تونس وأصبح مقره في القاهرة فرعاً له.
والإدارة الأمريكية لم توجه الدعوة لحضور هذه القمة من نشطاء حقوق الإنسان في مصر إلا للصديق بهي الدين حسن فقط رغم أنها عن التطرف العنيف.. والكل يعلم موقف مركز القاهرة من الدولة المصرية منذ الاطاحة بجماعة الاخوان المسلمين في ثوره 30 يونيو.
وعلي هامش هذه القمة عقد مركز القاهرة بالتعاون مع منظمة حقوق الإنسان أولًا ورشة عمل شارك فيها حسب بيان المركز 39 خبيرا وافتتحها كل من زاخ سيلفرستين نائب مدير منظمة «حقوق الإنسان أولًا»، وستيفن فيلدستين نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية للديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو مسئول رفيع في الخارجية الأمريكية وبهى الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان. أي ان هناك تمثيلاً أمريكياً رسمياً ورعاية للورشة.
اختتمت الورشة أعمالها بجلسة خاصة- لاحظ كلمة خاصة -لاستخلاص الاستنتاجات الرئيسية من مداولات الجلسات السابقة. أدار هذه الجلسة مايكل بوزنر مساعد وزير الخارجية الأمريكية السابق للديمقراطية وحقوق الإنسان، والمحاضر حاليًا بجامعة نيويورك. وتحدث فيها هاني مجلي المدير السابق لإدارة العالم العربى وآسيا والباسيفيك بمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ونيل هيكس مدير تعزيز حقوق الإنسان بـ«حقوق الإنسان أولًا»، وبهى الدين حسن، استخلص حسن 10 رسائل من مداولات الورشة، من أبرزها:
الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان هى جزء من مشكلة الإرهاب فى العالم العربى. احترام وتعزيز حقوق الإنسان هو خطوة أساسية للتغلب على المشكلة، وخاصةً حقوق «السنة» فى العراق وسوريا و«البدو» فى مصر.
وهنا استوقفتني كلمة حقوق البدو في مصر وربطها بحقوق السنة في العراق وسوريا وهي كلمات جديدة علي المستويين السياسي والحقوقي لانه لا يوجد في مصر بدو لان هذه الكلمة تطلق علي مجموعات من الناس رحل لا يبقون في مكان.. ولكن توجد قبائل عربية كبيرة في سيناء والصحراء الغربية وجنوب مصر أي قباءل متوطنه هذه الأرض.
وهي قبائل ركيزة أساسية من مكونات الدولة المصرية وبالتالي ما يصيب المصريين من انتهاكات حقوق الإنسان سواء من الدولة أو من جماعات التطرف والارهاب أمر يصيب الجميع..
وإن كان البيان يقصد بالبدو قبائل شمال سيناء، فالعالم كله يعلم ان هناك حرباً دائرة ضد الإرهاب في المناطق الحدودية.. والإجراءات التي أتخدت لحماية الأمن القومي المصري فهي إجراءات تمت بالتوافق وتم تعويضهم خاصه سكان رفح.
ولكن وضع هذه الكلمة هي ترويج لما يقوله مبررا الإرهاب من جماعة الإخوان واتباعها.. وهذا يفسر ان مركز القاهرة لم يصدر أي بيان إدانة للأعمال الارهابية التي قامت بها جماعات بيت المقدس ضد الجنود والاهالي في سيناء ويؤكد ان لواشنطن دوراً لما يحدث في سيناء.
فبهي ومركزه يلعبون لعبة خطرة مع الأمريكان ولم يتعظ مما حدث لمن قبله في سيناريو الأقباط والنوبيين.. فما دار في هذه الورشة بداية مخطط جديد لارباك مصر خاصة مع الانتصارات التي تتحقق علي الأرض ضد الإرهاب.
وعلي وزارة الخارجية المصرية ان تطلب من نظيرتها الأمريكية توضيحاً لمشاركه مسئول كبير بها في الورشة وموقفها من الرسائل العشر التي خرجت بها حتي يتم وأد هذا المخطط قبل ان يتحول إلي كرة ثلج تكبر مع مرور الوقت.