الجمهورية
المستشار محمد محمد خليل
أنور السادات
قامت حركة يوليو 1952. يقودها بعض ضباط القوات المسلحة. كان من بينهم شاب في الثالثة والثلاثين من عمره إلا أنه عمر حافل بالنضال. زاخر بالكفاح. تنير سنينه وأيامه مغامرات وطنية باهرة. حورب من أجلها وطورد وكان مطلوب القبض عليه واعتقاله.. لكن ذلك في عقيدته وأكثر منه يهون في سبيل الوطن الذي عاش يحلم باستقلاله. وخروج الانجليز من أرضه.. ذلكم هو الضابط الشاب الاسمر محمد أنور السادات. عرف الشارع السياسي وعرك محنه السياسة واشتعل وطنية وحياة.
كان أنور السادات من بين هؤلاء الضباط الذين قاموا بالحركة وتكون منهم مجلس قيادة الثورة.
ثقافته ووطنيته ورأيه الذي كان دائما يبديه أثار عليه حقد بعض زملائه.
تحمل الضابط الشاب اعتراض بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة علي رأي له وذلك بدافع الغيرة والحقد أحيانا. إلا أنه تحمل كل بذاءة وإهمال. كأن القدر يخبئه لمصر يقودها إلي نصر بعد هزيمة وإلي حرية بعد تسلط.. يخاطب البشر بأسلوبهم لأنه واحد منهم. يختلط بأبناء بلده ولم ينس ـ وهو رئيس البلاد وقائدها ـ كل من مد يده إليه ووقف بجانبه في محنته التي ألمت به في شبابه حين طرد من الجيش بزعم أنه مطلوب للعدالة.
القدر لا يأتي إلا بخير.. تعرضت البلاد إلي هزيمة مرعبة مخيفة محطمة لآمال وطموحات هذا الشعب الذي عاش يغني للنصر دون أن يعمل للحصول عليه. ويرفع زعيمه إلي مصاف الأنبياء بل الآلهة ـ والعياذ بالله ـ وتنطلق الحناجر ملبية كل كلمة يقولها. وكل صيحة يعلو بها صوته.. تحمل هذا الشعب السيطرة والديكتاتورية وتسلط الحكم الفردي في سبيل القضاء علي إسرائيل ومن وراء إسرائيل. ليستيقظ الناس علي هزيمة من العيار الثقيل. تسرع العقول التي تبث الفكر التخديري بين الناس لتنعق بتعبير يحول مسمي الهزيمة إلي نكسة!!
يأتي الشهيد السادات رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. ليناور الأعداء ويحاورهم ويذهب معهم كل مذهب في سبيل تحقيق النصر. حتي وصل به الأمر في خداع العدو ومراوغته لأن يتحمل بذاءات الشامتين الذين انتقدوا وعوده الكثيرة بمعركة المصير والحسم. وتكون اضحوكة "شارع الضباب".
استمر ذلك حتي خدع العدو. وتيقن ان السادات لن يخوض حربا ولن يطلق رصاصة.. ثم كانت المفاجأة التي اذهلت العالم كله. العدو والصديق.. تنطلق جنود مصر عابرة أقوي خطوط الدفاع وأعتي التحصينات ببراعة ويسر ليسجد الجنود عند أول خطوة علي أرض الفيروز. وتحقق النصر علي أيدي قائد مخلص محب لوطنه صادق في عزمه. قوي في إرادته. اعترك الحياة السياسية. وخبر بها واستعد ليوم اللقاء في صمت وسرية لتكون مصر الحرة علي يد الشهيد محمد أنور السادات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف