تقترب الانتخابات البرلمانية، ويبدأ معها موسم الوعود الوردية والكلام المعسول من المرشحين. اسماء وشخصيات لا حصر لها يظهر معظمها مع اقتراب موسم الانتخابات، باعلانات تكتظ بها الشوارع والميادين، وجولات وسلامات عالماشي مع الناخبين لزوم الحبكة والإتقان، وغالبا ما لا يعرف المواطن هوية من يصافحه، ومن يمارس عليه الكذب جهارا نهارا.
وعود بتوفير فرص العمل، وبحل المشكلات التي تؤرق المواطن كمشكلة القمامة ومياه الشرب وادخال الكهرباء، اضافة الي رصف الطرق والانارة وتوفير اسطوانات البوتاحاز وغيرها.. معظم المترشحين يرتدون ثوب سوبر مان، وللاسف هناك من يصدقهم من الناخبين، خصوصا البسطاء منهم، فيذهبون لاختيارهم والتصويت لهم، وتنقطع العلاقة بين الطرفين بعدها. عملية تتكرر مع كل انتخابات ولا أحد يتغير، سواء الناخب اوالمرشح.
حجم اموال لا حصر لها تنفق مع كل استحقاق انتخابي علي الدعاية والتلميع، لا أحد يعرف من اين جاءت، ولماذا انفقت، وهي كفيلة اذا انفقها المرشحون علي مشروعات خدمية وخيرية أن ينالوا صالح الدعاء من المواطنين واصواتهم ايضا.
احيانا استغرب هذا المناخ وهذه العبثية، ولا أجد اجابة تقنعني بما نفعل اويفعل بنا. والمشكلة الاكبر التي اتوقف امامها مع كل انتخابات هي: لماذا يتحتم علينا نحن المواطنين ان نختار بين السيئ والأسوا ؟
نفس الشخصيات، بلافتاتهم وبرامجهم وكذبهم، لا يتغير شيء سوي رقمهم الانتخابي اوشعارهم وبالتأكيد انتمائهم الحزبي الذي يتغير حسب المرحلة والظروف.