ونحن نحتفل بالذكري 42 لحرب أكتوبرالمجيدة، تلك الحرب التي أعادت الكرامة للشعب المصري ووحدت كل أطيافه من أجل تحرير الأرض، علينا أن نستلهم روح أكتوبر في شتي أنحاء حياتنا.. فحرب أكتوبرلم تكن مجرد نصر عسكري علي عدو غاشم اغتصب الأرض لكنها كانت مشروعاً قومياً أظهر معدن المصريين في التعامل مع الأزمات..وحسناً فعلت الدولة المصرية في مواجهتها للفساد الذي يأتي تزامناً مع المواجهات مع الإرهاب

بالتأكيد القضاء علي الإرهاب يأتي في المقام الأول في ظل الأخطار التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط بأكملها وليست مصر وحدها لكن الفساد يكاد لا يقل عن الإرهاب الأسود الذي تبذل أجهزة الدولة كل جهودها للقضاء عليه، فلا تنمية، ولا اقتصاد دون القضاء علي الفساد واجتثاثه من جذوره..وينبغي أن ندرك أن مواجهة الفساد لا تقتصر علي مستوي القيادات في الجهاز الإداري للدولة فقط، وإنما أيضاً تتطلب مواجهة صغار الفاسدين والمفسدين، فالموظف الصغير أو علي مستوي الإدارة المتوسطة قد يؤدي الي انهيار منظومة بأكملها حتي لو كان علي رأس تلك المنظومة مسئول شريف يريد الإصلاح

مواجهة الفساد تقتضي تضافرجميع الجهود، من الأجهزة الرقابية، والمجتمع حتي نقضي تماماً علي ما يعرف بنظام " الأدراج المفتوحة " في كثير من المصالح والهيئات، وقتها فقط سيشعر المواطن البسيط بتحسن حياتيه المعيشية ويشعر بأن جهود التنمية تعود بالنفع المباشر عليه. كل ذلك بالطبع يأتي مع تثمين جهود القضاء علي " الحيتان الكبيرة " بمستوي الإدارة العليا