ترسل أشعة القمر لنا رسالة تؤرقنا تخبرنا عن احوال المحبين الذين يتقلبون في نار الشوق والمحبة والحنين.

هناك كيمياء خاصة تكون موجهة تجاه شخص بعينه بطريقة لا يفهمها الا "الخالق".. المحبون يبكون دماء ودموعا ودوما في الليل هم مستيقظون

الحب مشروع وجودي، حدثٌ يغيّر فردَين الي الأبد، يتحدّاهما "لينظرا الي العالم نظرة اثنين لا نظرة واحدٍ"، وهذا التحدي، أهم طاقات الحب.

يتمزق القلب بأنين والعقل يتوقف باكيا علي ابواب الروح التي تتردد بين ان ترتقي او ان تترقب دون ان ترفع مثقالا او ان تغير المسير...

أيّ سرّ وراء استمرار العلاقة بين الاثنين علي رغم كل الاضطرابات والانقطاعات وخيبات الأمل؟ كل يوم في المساء نراقب القمر يخبرنا ان الزمان يسير والشوق كبير والنار ذات لهيب يخبرنا كيف يكون الشوق وكيف تكون المحبة ثم يرمينا بسهم متهما ايانا هل انت من المحبين ؟؟

هل انت من المحبين ؟؟ كيف تنام وانت تعلم ان محبك يشتاق صوتا لك ليجيبك ؟؟ الحب، هو خبرة اثنين. نعيش، اثنين، خلال حدث اللقاء والإخلاص الذي يتكوَّن، نخلق معا اثنين بعد أن كنا وحيدَيْن. إنّ الحب، كما نعلم، يجب أن يُبتكَر من جديد".

الدموع المتناثرة والكلمات المبعثرة أخطاؤنا الكثيرة ،زلاتنا

وهل هناك امل.. لا نستطيع الا ان ننادي: حبيبي.. من لي سواك ومن سينقذني الاك.

يبحث القلب عن السبب لماذا يؤثر فينا ضوء القمر.. طبقات من الم وحنين وشوق وانين لكننا لا نري نور القمر.

لكل حبّ كتابه، ولكل شخص كتابه، وحين نفتش في كواليس العلاقات الغرامية، نقف عاجزين عن توصيف ما يحصل. ربما تغيرت الأشكال وبقي الجوهر.

حين نتقلب علي فراشنا وقد اقترب الفجر من البزوغ

مرارا نحاول ان ننادي مرارا حاول ان ينادي من قلبه نداء المحبين

ان يبكي يشهق شهقة المحبين .

ان يناجي ويدعي دعاء المحبين لكن كان هناك حائل بينه وبين ما يريد

صوت الاذان امتلأ في كل مكان الا "آذانه وقلبه" كانوا بعيدا عنهم

من يعرف الحب، بالمعني الأسمي للكلمة، وليس بالطريقة التي اختزله إليها ما يسمّيه "مجتمع الاستهلاك"، يكون قادرا علي التعرّف الي الحقيقة..

لم يستسلم.. توضأ وانطلق الي المسجد..

كانت هناك انوار كثيرة لكن غابت عن قلبه المظلم

كانت هناك اشواق كثيرة واصوات كثيرة غابت عن دمائه وقلبه

...وبدأ الامام بقراءة ألم يئن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله

فسقط مغشيا عليه.

لا يدري عن نفسه الا وقد استيقظ في مستشفاه.

كل قلب له فضاؤه وكيمياؤه، وكل مدينة لها أنماطها وكل طبيعة لها ناسها ولغتها، وينتهي هذا العالم حين يصير علي سوية واحدة، او مستنسخا من اطياف السينما والميديا. لا تقدر الازمان علي محو التنوع البشري، فالانسان من لحم ودم.