الأخبار
صابر شوكت
نافذة الشيطان لغزو سوريا
ربما شاءت الأقدار أن تكون سوريا الحبيبة هي أول دولة عربية تتحرر من احتلال اتفاقية «سايكس بيكو» السرية التي تمت بين قطبي العالم بدايات القرن الماضي وكانت انجلترا وفرنسا وقتها.

وها هي الأقدار تعود هذه الأيام بوجه آخر.. لتسيير سوريا هي أول دولة عربية تدعو القوي الروسية لاحتلال أراضيها بدعوي مساندتها ضد الإرهاب.. والحقيقة انها لحماية نظام الأسد الدموي من السقوط تحت أقدام ثورة شعب يكافح منذ ٤ سنوات.. وبدلاً من أن يستجيب النظام لثورة الشعب.. ويسلم الراية لجيل وطني جديد.. أخرج جميع أسلحته وجيوشه لقتل أبناء شعبه وتبين أنه جيش قوي.. صامد أربع سنوات.. يعني كان يستطيع تحرير «الجولان» المحتلة منذ نصف قرن.. وظل الأسد وأبوه يتاجران بها ويستنزفان شعب سوريا ليوم الحسم واستعادة الجولان من العدو الإسرائيلي.. ولكنهما علي مدي نصف قرن لم يطلق طلقة واحدة تجاه العدو الإسرائيلي بينما استمر نظام الأسد.. أربع سنوات يواجه شعبه بكل طوائفه.. ويحاربهم بجميع أسلحته حتي المحرمة.. دفاعاً عن الشرعية المزعومة.. وعندما أوشك علي السقوط الشهر الماضي.. استدعي أول حلفائه.. الروس لإنقاذه ليسارع بنقل الترسانة العسكرية الحديثة من مخازنها بروسيا لتتمركز بقواعد اللاذقية والمواني السورية.. ومنذ الغزو الروسي - الأسبوع الماضي.. خلال ساعات وحتي الآن.. برزت علي السطح مؤامرة «سايكس بيكو» الجديدة.. حيث سارعت القوي العالمية الفاعلة.. بالتهديد بالمشاركة في الحرب علي داعش «كلمة السر» للقوي العالمية الحديثة للتنازع علي احتلال سوريا والعراق.. ومنها يبدأ توزيع العالم العربي بين القطبين الأمريكي وحلفائه.. والدب الروسي العائد وحلفائه.

> > >

وقبل أن يخرج علينا الإخوة «الحنجوريون» من اليساريين والشيوعيين القدامي دفاعاً عن قبلتهم القديمة في الكرملين.. الذين يهللون لها اليوم كمنقذ للأمة العربية من داعش.. والإرهاب.

نؤكد للملايين.. الحقيقة التاريخية.. وهي أن داعش هي بالفعل صناعة المخابرات الأمريكية وحلفائها لإخضاع حكام العرب وخاصة الخليج للبيت الأبيض حتي منتصف القرن الحالي.. وحلفاؤها هنا خلاف قوات الناتو وأوروبا يدخل معهما «الأتراك وقطر». وعلي الطرف الآخر نجد قوي عالمية جديدة تولد من رحم الأحداث بزعامة الدب الروسي.. وتضم إلي أوروبا الشرقية.. الحليف التقليدي للروس.. تضم الصين وإيران.. وهؤلاء يعلمون يقيناً حقيقة تنظيم داعش منذ اطلاقه بالمنطقة.. واستعدوا منذ عشر سنوات في حلف سري.. لاستغلاله ذريعة.. لإعلان أنفسهم قوي عظمي جديدة في مواجهة النظام العالمي الموحد الذي صنعته أمريكا حتي الاسبوع الماضي فقط وتسيدت به الكرة الأرضية طوال الربع قرن الأخير.. واستغلت روسيا وحلفاؤها.. مواني سوريا لتكون نافذتها لتعود من خلالها للعالم قوي عظمي بحلف قوي جديد.. بدعوي ضبط النظام العالمي بثنائية القوي.. بدلاً من طغيان أمريكا وحدها بسيادة العالم.

ودليل ثابت نكشفه للملايين.. وهو عندما كنت في زيارة لإيران منذ أربع سنوات.. وأمام وفد إعلامي مصري كبير.. فاجأت «علي أكبر ولاياتي» نائب المرشد الروحي بأن مصر بعد ثورة يناير وجميع العرب لن ينسوا لإيران دعمها لجرائم الأسد ضد ثورة الشعب السوري.. أجاب الرجل في «حسرة» قائلاً.. نحن نعلم انه نظام دموي والأسد حاكم سفاح.. ولكن لنا مصالح في سوريا لن نتخلي عنها أبداً.. وتشاركنا فيها روسيا والصين.. لأننا دول مغلقة.. والأسد عرض علينا منذ عام ٢٠٠٥ ان نحصل علي امتيازات ومواقع علي جميع موانيء سوريا بالبحر المتوسط مقابل دعمه وحمايته.. فكان هو نافذتنا علي العالم.. ختم ولاياتي اجابته لي قائلاً:

نريد من مصر بعد الثورة مساعدتنا في التخلص منه وإيجاد بديل له.. يحفظ لنا هذه النافذة.

البقية العدد القادم


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف