الأهرام
ايناس نور
أفكار
هناك أشخاص يرحلون عنا يوميا نحزن أو نصدم لفراقهم, وهناك من نتمني لويغيبون عنا ويظلون عالقين بعالمنا وحياتنا. هكذا علمتنا الحياة بوجه عام وعرفنا أن القطار يتوقف في محطات يهبط البعض فيها, ومع ذلك نتأثر بشدة حين يكون الراحل قريبا أو صديقا أو زميلا.. إنها المشاعر الإنسانية! لذا لم أصدق ما ساقه لي أحد الأصدقاء في صورة تساؤل عن حقيقة رحيل الزميلة أفكار الخرادلي, ولا أدري لماذا استنكرت الخبر بشدة قائلة هناك بالتأكيد لبس في الأمر,وتمنيت عدم صحة النبأ. قبل أشهر التقينا في معية صديقة عزيزة اعتادت استضافة مجموعة أصدقاء من وقت لآخر لوصل الود الذي لم يعد علي جدول أولويات الكثيرين الذين تبتلعهم ضغوط الحياة والتزاماتها. وجدت أفكار كعادتها مشرقة متأنقة متفاعلة اجتماعيا وسرني ذلك, لأنه مؤشر علي أن انتهاء المسئولية العملية لا يعني الانطواء الذي يصيب الكثيرين في مرحلة التقاعد. ويظل الصحفي أو الإعلامي متفاعلا مع الأحداث طوال عمره لأن الأحداث هي دائما جزء هام من حياته وتفكيره. كانت الراحلة تتمتع بدائرة واسعة من الاتصالات والمعارف وكم لا يحصي من الحكايات المهنية والاجتماعية والذكريات المتنوعة. في آخر لقاء التقيتها لدي زميلة المهنة الصديقة الغالية علينا جميعا شويكار علي, ودار مجددا حوار ودي بيننا. كما حدثتنا الراحلة عن شغفها بتحضير بعض الأطباق الشهية ووعدت بإعداد بعضها في لقاء لاحق لم يجمعنا للأسف.
ترجع معرفتي بالراحلة لأكثر من ثلاثة عقود قربتنا فيها ظروف العمل حينا وباعدتنا حينا آخر, ولكنها ظلت دائما حاضرة في ذهني نموذجا للاجتهاد والرقي والحكمة. كانت صديقة لأصدقائها, وتترفع عمن يختلف معها وهذا من شيم مكارم الأخلاق. أفكار جاء رحيلك مفاجئا صادما وقد يخفف ألمه أن توقيته جاء في أيام مباركة: الجمعة الأخيرة في العام الهجري, فخالص العزاء لأسرتك وأحبائك,وتغمدك المولي في فسيح جناته بإذن الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف