مينا أسعد كامل
«الإنجليكانية » كنيسة تسمح بزواج الشواذ والإنسان بالحيوان
>> الملك هنرى الثامن أعلن العصيان على الفاتيكان وأسس «الإنجليكانية» وتزوج 7 مرات دون طلاق
>> الكنائس المصرية الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتينية والأسقفية ترفض سيامة المرأة كاهنًا
ننتبه معًا أولًا أن لفظ « كنيسة» ليس مقصورًا على «موضع صلاة المسيحيين» بل ينسحب فى معناه المجرد إلى تجمعات أخرى،إن كلمة كنيسة بحدّ ذاتها هى كلمة غير عربية أصلًا، بل مشتقة من اللغة السريانية واليونانية. فالكلمة السريانية معناها «مجمع»، أما الكلمة اليونانية المستعملة فى العهد الجديد، من الكتاب المقدس فهى «اكلسيا» أو «اكليزيا»، وتعنى مجمع المواطنين فى بلاد اليونان الذين كانت الحكومة تدعوهم للتشريع أو لأمور أخرى، مع تطور اللغه اصطلاحًا تحولت إلى مكان تجمع وصلاة المسيحيين تحديدًا خاصة أن الكتاب المقدس حولها إلى هذا المعنى عند حديثه عن المؤمنين، حتى أن البعض اعتقد بالخطأ أن تعبير «كنيسة الشيطان» يعنى بالتبعية «المسيحيين الذين يعبدون الشيطان» ! وهو بالتأكيد بعيد عن الواقع فهو حرفيًا وحسب المعنى «مكان تجمع المواطنين الذين يعبدون الشيطان» أو يقدمون الصلوات للشيطان.
اليوم نتحدث عن كنيسة تنسب نفسها إلى المسيحية تردد اسمها فى عدد من وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية، ترجع أصول الكنيسة إلى المسيحية قيادتها فى كاتدرائية كانتربرى، التى أنشأها أغسطينوس- غير القديس أغسطينوس الذى من هيبو فى الجزائر- وذلك فى القرن السادس الميلادى وتحديدًا سنة 597 عندما قدم إليها على رأس حملة تبشيرية من روما تهدف إلى إيصال المسيحية لبريطانيا، وقد تمكن أغسطينوس (المنتمى إلى الرهبنة البندكتية أحد أنظمة الرهبنة فى الفاتيكان) وقتها من تبشير ملك منطقة، ومنذ ذلك الحين ورأس الكنيسة الأنجليكانية يتخذ من كانتربرى مقرًا لها، وبأمر من البابا آنذاك تم تعيين أغسطينوس رئيسًا لأساقفة كانتربرى ليكون الأول الذى يحمل هذا اللقب، وليومنا هذا يحمل رئيس الأساقفة الإنجليكانى فى بريطانيا لقب: رئيس أساقفة كانتربرى منذ بداية القرن السابع. بدأ الانحراف على يد الملك هنرى الثامن بإنجلترا، أراد الملك أن يحصل على زوجة ثانية تنجب له وريثًا ذكرًا للعرش، فقوبل طلبه بالرفض التام من الكنيسة المسيحية وقتها، ليقدم على إثر هذا الرفض الملك هنرى الثامن بخطوة سياسية دينية، أراد التخلص من السلطة البابوية ليرفع سيادة الملك على سيادة البابا حيث كان السائد أن الملك اختيار الشعب والبابا اختيار الله فيكون البابا أعلى من الملك، والسبب الثانى أن يحصل على زوجة بالمخالفة للمسيحية الحقة، يرى الباحثون أن هنرى الثامن لم يكن ينوى أن يخرج بطائفة جديدة ولكنه فقط أراد تحقيق أغراضه وتزوج سبع مرات!.
ويطلق على الكنيسة الأسقفية أيضًا «الكنيسة » وترجع هذه التسمية إلى عام 1852 عندما اجتمع 108 من أساقفة الكنيسة الأسقفية للاحتفال باليوبيل لمؤسسة نشر الإنجيل فدعوا كنيستهم باسم حيث يجمع الاسم بين الإنجيل والإنجليزية.
بدأت الإنجليكانية ككنيسة مشوهة للتعاليم المسيحية بكسر الوصايا، وانتقى تابعوها أفكار بروتستانتينية مزجوها بأفكار كاثوليكية ممرين أفكارهم الخاصة ليخرج علينا كائنا مشوهًا له اتباع فى أكثر من مكان ! ولا ننسى أن بدايتها أيضًا كانت بإراقة الدماء، سنة 1170 جرت أحداث مؤلمة فى الكاتدرائية، فقد أرسل الملك هنرى الثانى من يقتل الراهب توماس باكيت، أحد أبرز وأهم الشخصيات فى الرهبنة البندكتية فى كاتدرائية كانتربرى، والغريب أنه قتل داخل بناء الكاتدرائية وسالت دماه على أرضها، ليلة 29/12/1170.
وضعت بنود المذهب الإنجليكانى المعروفة باسم عقيدة الإيمان والتى تبلغ 39 بندًا الملكة إليزابيث التى كانت أول امرأة ترأس الكنيسة الإنجليزية بعد أن خرج والدها الملك «هنرى الثامن «عن طاعة الفاتيكان.
سميت (الملكة العذراء) لأنها لم تتزوج، بل وهبت نفسها للملكية والوطن. ويقال إن سبب عدم زواجها كان عاهة جسدية لكن المؤرخين يردون رفضها للزواج إلى تاريخ والديها المأساوى. ويروى عنها أنها قالت: ( أفضل أن أتسول بلا زواج على أن أكون ملكة متزوجة ).
ولدت «إليزابيث» من الزوجة الثانية لهنرى الثامن «آن بولين» التى تزوجها دون طلاق زوجته الأولى كنسيًا، فاعتبرت إليزابيث ابنة غير شرعية فى نظر الكاثوليك فى البلاد. وكان الملك هنرى الثامن، ومن بعده إليزابيث، يعدل ويغير القوانين والأنظمة والقرارات الملكية والمراسيم الصادرة عن البرلمان البريطانى العتيد. وهو ما لم يحدث من قبل.
كما أن بداية الزاوية الحادة هندسيًا تكون مسافات ضيقة تتسع كلما طال ضلع الزاوية، هكذا أيضا ساعد الزمن فى اتساع الهوة التى قد يراها البعض ضيقة كان من الممكن تصويبها لتصل الآن فى زمننا الحاضر إلى كائن مشوه يراه البعض لا يفكر إلا فى الجنس.
أثارت الكنيسة الإنجليكانية جدلين واسعين يعتبران الأهم خلال القرن الأخير، الأول كان فى سيامة المرأة قسًا، ومن ثم أسقفًا منادية بكهنوت للمرأة، والأمر ببساطة حتى يتفهمه غير المسيحى كمن يسمح للمرأة أن تؤم الرجال فى الصلاة الإسلامية !
والجدل الثانى هو السماح بزواج الشواذ، رجلين أو امرأتين، وأحيانا زواج إنسان من حيوان، لنجد أكثر مشهد مقزز يراه أحدهم فى حياته رجلين فى حفل زفاف بالكنيسة الإنجليكانية ويقوم بصلاة الزيجة سيدة، ولن نصف ختام المشهد الزيجى بين رجلين احتراما للقارئ.
بتاريخ 3/9/2003 أصدر المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية برئاسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بيانًا نص على رفضهم لما تقوم به الكنيسة الإنجليكانية من زواج المثليين وسيامة المرأة كاهنًا عارضة أسباب الرفض حسب الكتاب المقدس، وأدان المجمع فى بيانه خطية الشذوذ الجنسى التى يكرها الله، ودعت الكنيسة الأرثوذكسية هؤلاء الخطاة أن يتوبوا ويتراجعوا عما يؤمنون به.
وبتاريخ 8/9/2003 اجتمع رؤساء الكنائس المصرية الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانينية أيضا برئاسة الراحل البابا شنودة الثالث لتقدم بيانا يحتوى تقريبًا نفس صيغة بيان الكنيسة الأرثوذكسية المنفردة، والمثير للاهتمام أن الكنيسة الأسقفية المصرية (الإنجليكانية) رفضت وبشدة ما قامت به مثيلتها !
واتفق جميع الكنائس على ضرورة وجود إجراءات قوية وفعالة ضد هؤلاء تمنعهم من التمادى فى أخطائهم.
نختم بقول المسيحية الحقة فى كتابها المقدس
«وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ، وَأَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِى لاَ يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الَّذِى يَفْنَى، وَالطُّيُورِ، وَالدَّوَابِّ، وَالزَّحَّافَاتِ. لِذلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ أَيْضًا فِى شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ إِلَى النَّجَاسَةِ، لإِهَانَةِ أَجْسَادِهِمْ بَيْنَ ذَوَاتِهِمِ. الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ، وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ، الَّذِى هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. لِذلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى أَهْوَاءِ الْهَوَانِ، لأَنَّ إِنَاثَهُمُ اسْتَبْدَلْنَ الاسْتِعْمَالَ الطَّبِيعِيَّ بِالَّذِى عَلَى خِلاَفِ الطَّبِيعَةِ، وَكَذلِكَ الذُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ، اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، وَنَائِلِينَ فِى أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ. وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِى مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ» (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 1: 22-28)