الصباح
د. رفعت سيد أحمد
إلى عبد الفتاح السيسى «الأب »
لم أتصور طيلة تاريخى الإعلامى الذى يمتد لأكثر من 35 عامًا، أن أخاطب رئيس الدولة مباشرة وبالاسم إلا فى مرات نادرة، كنت فيها ناقدًا سياسيًا وبقوة لأنظمة الحكم التى حكمتنا، أما اليوم ومع الرجل الذى نحبه، وأرى أنا فيه شخصيًا، منقذًا لمصر من مسار ومصير مظلم كان سيدفعنا إليه الإخوان ومن التحف بهم من قوى الكذب والدجل السياسى باسم الدين، أشبه بمسار ومصير ليبيا أو سوريا؛ أتوجه إليه بهذه المأساة الإنسانية، وبعيد عن السياسة والاستراتيجية التى نكتب فيها منذ سنوات، إنها مأساة أعلم كم هو سيكون حنونًا تجاه ضحاياها، إنها قضية الاعتداء القسرى والعنيف على المرأة، وخاصة فى جريمة الاغتصاب، ولقد كان له موقف مشهود تجاه (فتاة التحرير) وكلماته الطيبة التى جاءت بلسمًا لجراح الفتاة وأسرتها الكريمة وقتذاك.
سيادة الرئيس، ثمة أسرة من أهل إحدى قرى كفر الزيات تنتظر منك - أنت شخصيًا - كلمات طيبة وعاجلة، وتنتظر منك أن تعالج الآثار النفسية الرهيبة المستمرة منذ أكثر من عام، والتى تعرضت لها (الأم) ثم لاحقًا الأب والأبناء نتيجة جريمة اغتصاب بشعة قام بها أربعة من المجرمين، المسجلين خطر وفقًا لتصنيف شرطة كفر الزيات، تحت تهديد السلاح لهذه (الأم) الضحية.. الجريمة وقعت فى مايو 2014 وتم الإبلاغ عنها فى 26/5/2014 ودخلت من وقتها فى ثلاجة التقاضى البطىء أمام جنايات طنطا، القضية تحمل رقم 3669/ إدارى 1218 جنايات غرب، والجلسة المقبلة فى 3/11/2015 (اسم الأسرة والضحايا لدينا وهم طلبوا عدم ذكرهم فى الصحف حفاظًا على كرامتهم التى أهدرت وهم فى قرية ريفية صغيرة).
هذه الأسرة يا سيادة الرئيس تعانى (الأم) الضحية الأولى بها من عذاب نفسى دائم منذ مايو 2014، وتموت فى اليوم عدة مرات لكرامتها المستباحة، ولعدم القصاص العادل والسريع من المجرمين، والأخطر لعدم تحرك أى جهات رسمية (مثل المجلس القومى للمرأة الشهير شعبيًا بمجلس الهوانم والذى لم يفعل لهم وربما لغيرهم أى شىء !!) أو وزارة الشئون الاجتماعية أو محافظة الغربية لمحاولة تعويض هذه الأسرة الفقيرة جدًا، والجريحة جدًا، لم يتحرك أحد، لم يفكر أحد مثلًا فى دعوة هذه السيدة الضحية لأداء العمرة، أو لعلاجها نفسيًا هى وأولادها وزوجها.

سيادة الرئيس
الجميع تقاعس، الجميع شارك بالصمت فى هذه الجريمة، طبعًا هناك عشرات الجرائم المشابهة، ولكن لماذا ننتظر ولا نواجه كل مشكلة تظهر ونعالج آثارها الكارثية أولًا بأول. لماذا نترك الناس لتكفر بهذا الوطن، وبالقانون، وبالعدل الذى أعلم أنك حريص عليه ؟
لماذا نترك الفقراء - ومنهم هذه الأسرة الصحية - نهبًا للعذاب وللضياع ولا نمد لهم يد الرحمة والإحسان والكلمة الطيبة.

سيادة الرئيس
إن ضحية الاغتصاب فى كفر الزيات، والتى من السهل أن تصل أجهزة رئاسة الجمهورية إليها، والتى حاولت الانتحار عدة مرات نتيجة غياب الرحمة والمساعدة من الدولة لها على كل الأصعدة، هذه الضحية وأسرتها (لدينا مرة أخرى رقم تليفون رب الأسرة الذى اتصل بنا وناشدنا إيصال صرخته إلى رئيس الدولة ولديه أمل فى الاستجابة العاجلة منكم لطلبه الإنسانى)، هذه الأسرة تطالبكم بتحقيق هذا الأمل وهى أن تستقبلهم أنت شخصيًا، وأن ترأف بحالهم وتداوى جراحهم النفسية المؤلمة، فأنت، بأخلاقك ومبادئك النبيلة فى مثل هذه القضايا تحديدًا، أهل لذلك، وإنا معهم سيادة الرئيس لمنتظرون !!.

ملاحظة: إذا تعذر عليكم الوصول إلى هذه الأسرة المنكوبة فنرجو الاتصال بنا على رقم الهاتف / 01223375401 لإعطائكم أرقام هواتفهم وبياناتهم).
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف