مع مرور أكثر من أسبوع علي اندلاع المواجهات بين الشبان الفلسطينيين الغاضبين من ناحية وقوات الاحتلال والمستوطنين المتطرفين من ناحية أخري فاننا نستطيع أن نؤكد أن الأمور لم تتطور الي حالة الانتفاض الكامل الشامل للفلسطينيين.

وأسباب عدم اندلاع انتفاضة شاملة علي غرار الانتفاضتين السابقتين واضحة وأولها أن نطاق المواجهات الحالي اقل بكثير حيث ينحصر علي القدس والخليل وبعض نقاط التماس حول مدينة رام الله لأن الاحتلال نجح بعد الانتفاضة الثانية في الفصل شبه الكامل بين جنوده ومستوطنيه من ناحية والمواطنين الفلسطينيين من ناحية أخري من خلال تطويق مدن الضفة الغربية بالجدران والبوابات وسحب كل مايهمه منها وكذلك فعل مع غزة باعادة الانتشار حولها فقد خرج من قلبها ولكنه ظل يحاصرها برا وبحرا وجوا.

وفيما يتعلق بالمواجهات الحالية فقد اقتصرت علي المناطق التي مازال المستوطنون وجنود الاحتلال يعيشون وسط أبنائها وتحديدا القدس الشرقية والخليل علاوة علي نقاط التماس مع رام الله وبيت لحم وهي مناطق يرى المحتلون أنهم يستطيعون السيطرة عليها أمنيا بمزيد من الاجراءات الأمنية المشددة وفي حالة العجز عن ذلك يمكنهم فرض حظر التجوال فيها اما مايحدث في المناطق الأخري فإن معظمه فردي لأن الفلسطينيين الموجودين فيها من العمال المؤقتين، وجانب منهم دخل بشكل غير قانوني.

وبنظرة سريعة نكتشف أن عدة مئات من الفلسطينيين هم من يشاركون في الهبة الحالية اما الباقون فيعجزون عن ذلك ولكن تتبقي غزة التي تنذر المواجهات علي حدودها بعدوان اسرائيلي جديد عليها لمعاقبة حماس لأنها لم تمنع مواطني القطاع من محاولة الاقتراب من الأسلاك الشائكة لقذف المواقع الاسرائيلية بالحجارة مما أدي لفتح النيران علي المحتجين وقتل وإصابة عدد كبير منهم.