ضبط 30 طنا من المتفجرات نهاية الشهر الماضى داخل اوكار بمنطفة إمبابة بالقاهرة ومدينة العريش بشمال سيناء خبر مر كغيره من الأخبار كما لو كان حدثا عاديا ، وربما لم يتوقف البعض عنده بالقدر والاهتمام الواجب.
على الرغم من الدلالات بالغة الأهمية فى قيمة ومحتوى الخبر فهو يعكس جملة من العناوين البارزة: أولا الشعور بالفخر بالحالة التى عليها الآن رجال القوات المسلحة ووزارة الداخلية من يقظة وفطنة وبطولة، وتدلل أيضا على نجاح كبير فى تطبيق سياسة الوقاية من الخطر قبل حدوثه من خلال تعقب الإرهابين ثم القبض عليهم وهى السياسة الأكثر تأثيرا فى دحر الإرهاب وتفويت الفرصة عليه فى النيل من سلامة واستقرار المجتمع .
رجال الأمن فى مهمة وطنية لدحر الإرهاب والقضاء على شره وهى مهمة ليست بالسهلة او الهينة، فالارهاب كظاهرة وسلوك دموى تطور بفعل تكنولوجيا العصر التى يستفيد منها خصوصا فى العمليات التفجيرية، ومن هنا تأتى أهمية منع الجريمة الإرهابية قبل وقوعها والقبض على الإرهابى . فالعمليات الإرهابية تستخدم تقنيات العصر الحديثة وهو أمر يصعب بعض الشىء من مهمة الأمن ، والإرهاب كظاهرة عالمية لن يتم التخلص منه نهائيا لكن نجاح الدول فى مكافحته يقاس بمدى تجفيف منابعه ومحاصرته والوصول إلى الأوكار والرءوس المدبرة .
30 طنا من المتفجرات كميات يمكن أن تتسبب فى تدمير مدينة بأكملها لا يمكن تخيل الشر فيما لو لم يتم ضبط هذه الأطنان من المتفجرات ، فيكفى ان نذكر أن 20 كيلوجراما من المتفجرات قادرة على تدمير مركبة ومن هنا يكون ما تم ضبطه هو شحنة يمكن استخدامها لنسف حى بالكامل أو مدينة .
فى البيان الذى أعلنته القوات المسلحة عن ضبط الشحنة ناشدت فيه شعب مصر العظيم إدراك حجم المخاطر والتهديدات المحيطة، وقال البيان نعول على قدرات ووعى الشعب المصرى فى التعاون مع الأجهزة الأمنية للإبلاغ الفورى والمساعدة فى رصد التحركات المشبوهة التى تضر بأمن وسلامة البلاد.
بكل تأكيد كل مصرى مؤتمن على وطنه وشعبه . فخطر الإرهاب لا ينتقى ولا يفرق ، والأجهزة الأمنية تعمل لمصلحة الوطن والشعب فى كل وقت .