حميدة عبد المنعم
كيف نواجه الإرهاب والتطرف؟
سؤال يطرح نفسه كل لحظة وتأتي الإجابات المتعددة مؤكدة ضرورة تطوير الخطاب الديني.. ولكن كيف التطوير وعلي من يقع؟ الأزهر ليس المسئول الوحيد عن هذه القضية بل هي قضية مجتمعية إذا نحن بحاجة إلي رجال دولة في كل الامكنة فمثلا علي المستوي الثقافي لابد أن نمتد إلي أقاليم مصر وخاصة الصعيد والمحافظات الحدودية. لابد من النظر إلي قصور الثقافة واعادة ترتيبها. دار الكتب لابد من اصدار كتب تساعد علي التنوير. أيضا بالنسبة للشباب لابد من ايجاد محتوي لتفريغ الطاقات وفي التعليم سواء العالي أو المدارس لابد ان نعلم اولادنا مفاهيم وقيما تساعد علي درء الإرهاب مثل "المواطنة والوطن والعلمانية والليبرالية" كل تلك المفاهيم يجب ان توضح باقامة ندوات واصدار كتب في المدارس علي يد مستنيرين والتاريخ ليس ببعيد فعندما اقيمت حملة علي سيدة الغناء العربي أم كلثوم لأنها من أهل الفن دافع عنها الشيخ مصطفي عبدالرازق شيخ الأزهر. وعندما هوجم الكاتب محمد حسنين هيكل عن كتابه "حياة محمد" من السلفيين دافع عنه الشيخ مصطفي المراغي شيخ الأزهر وأعتقد ان مثلهم موجودون والظروف تحتم علينا اظهارهم لدرء التطرف.. والإسلام يشجع علي الدولة المدنية.
فرغم ان الرق في الإسلام مباح إلا انه حاول تقنينه والقضاء عليه وذلك بتحرير الرقاب في مواقف عدة وفي الدولة الحديثة اقام محمد نجيب مشروعا للقضاء علي ذلك ومن قبل الخديو اسماعيل رفض الرق واصدر قانونًا بذلك لأنه كان يريد مصر قطعة من أوروبا. والسينما أداة من أدوات التنوير وهي قوة ناعمة وكثير من البلاد تعلم من افلامنا اصول الكلام والطعام والملبس والعلاقات إذًا لابد من قيام القوة الناعمة بدورها المحوري والمسألة ليست نقودا فقط وانما أزمة تفكير وتنوير!
وعلي سبيل المثال كيف لا يكون لدينا بعد 42 عاما من نصر أكتوبر فيلم عن الحرب علي غرار الناصر صلاح الدين إذا أيضا علي الدولة ان تكون جادة في مواجهة التطرف وكيف يكون لها هذا ولدينا في بعض الأجهزة اناس يعملون بفكر 30 أو 40 عاما مضي؟
نحن تراجعنا ثقافيًا واجتماعيًا وبعد استرداد مصر من يد القوة الغاشمة في 30 يونيو علينا بناء الدولة الوطنية مع كافة الجهات المعنية نريد بناء دولة مدنية حديثة بها فكر ديني قوي ومنفتح وتتعلق آمال المصريين ببرلمان يليق بحلم المصريين الذي طال انتظاره.