أثبت القطب الروسى أنه أهل للثقة بعد أن دخل معترك محاربة الإرهاب على الأرض السورية. نجح خلال أيام معدودة فى توجيه ضربات مؤلمة ضد داعش وهو ماعجزت عنه أمريكا وتحالفها الدولى على مدى أكثر من عام. أثبتت روسيا الفاعلية والاقتدار على أرض الواقع، وبعثت من خلال آدائها برسائل كانت بمثابة الصفعة على وجه محور الشر الأمريكى الصهيونى التكفيرى.
آداء روسيا البارع بعث برسائل لكل من يهمه الأمر، فكانت الرسالة إلى أمريكا والغرب المريض تؤكد بأن هناك فرقا بين دولة تتدخل لمحاربة داعش بالفعل وأخرى تتدخل تحت زعم محاربته كأمريكا التى صنعته وباركته منذ أن ظهر بالعراق عام 2006 فى ظل احتلالها له. ورسالة إلى تركيا تكشف الدور الخسيس الذى قامت به حكومة أردوغان لدعم داعش وتسهيل تدفق مقاتليه من أنحاء العالم إلى سوريا عبر أراضيها بهدف إسقاط بشار. وكأن روسيا تقول لتركيا خاب فألك وانتصرت الشرعية، رسالة لدول خليجية مولت منذ البداية داعش لازاحة بشار تقول: لم تفلح تحركاتكم فى اسقاط الشرعية، رسالة إلى إسرائيل تقول بأن سوريا خط أحمر ولا يمكن العبث بأمنها وانتهاك أجوائها، رسالة إلى العالم تؤكد أن روسيا حريصة على الحفاظ على حماية مصالحها الاستراتيجية وأمنها القومى وبالتبعية الأمن والسلم الدوليين وسيادة الدولة السورية.
روسيا فى تحركاتها التزمت بالشرعية فلم تدخل عنوة وإنما جاء تدخلها بطلب من الحكومة السورية الشرعية وهو مالم تفعله أمريكا والغرب المريض، فلقد وضعوا شرط اذعان مسبق يطالب بتنحية النظام فى سوريا. هذا بالاضافة إلى أن دخولهم المعترك غير شرعى تم بدون تفويض من الأمم المتحدة. كما أنهم لم يحاربوا داعش كما ادعوا وإنما على العكس قاموا بدعمه.لهذا كله افتقد تحالف أمريكا الشرعية عندما انتهك سيادة دولة مستقلة وجاء دون تفويض من مجلس الأمن ودون موافقة مسبقة من الحكومة الشرعية فى سوريا.
لقد أثبتت روسيا بأنها لاعب دولى رئيسى يظهر فى وقت الأزمات ليحسم الأمور على أرض الواقع دون تزييف أو خداع أو تضليل على خلاف أمريكا التى خدعت العالم بمعزوفة محاربة داعش رغم أنها هى الداعمة له.أثبتت روسيا أن من يريد محاربة الارهاب على الأرض السورية لابد من أن ينسق ويتعاون مع النظام فى الدولة. أكدت روسيا بتحركها عزمهاعلى محاربة الارهاب والحفاظ على وحدة الأراضى السورية وأنها لن تسمح لقوى التطرف أن تعصف بالكيان السورى وأنها جادة فى استئصال داعش الورم السرطانى وانهاء وجوده من المعادلة الدولية. ولهذا كله كانت جديرة بالثقة....