الأهرام
اسامة الغزالى حرب
فى عشق مصر !
عندما سمعت للمرة الأولى عبارة “فى حب مصر” تصورت أنها اسم “أوبريت” غنائى من ذلك النوع الذى كان يعد خصيصا للاحتفالات الوطنية فى عقود ماضية ثم تفقد قيمتها بمجرد انفضاض الحفل!
ولكنى علمت بعد ذلك أنها اسم لقائمة انتخابية يعدها اللواء سامح سيف اليزل الذى عرفناه فى السنوات الأخيرة من خلال ظهوره فى بعض البرامج التليفزيونية باعتباره “خبيرا استراتيجيا”. ولأننى متابع للسياسة المصرية طوال ما يقرب من نصف قرن، فإننى- مع كل الاحترام لسيادة اللواء- لم أعرف أبدا أنه كان ناشطا أو كادرا أو قائدا أو زعيما سياسيا أو حزبيا على الإطلاق ولكنه رجل عسكرى حصل على دورات تدريبية فى مكافحة الإرهاب والإستراتيجية ، وعمل كملحق عسكرى فى سفارتى مصر فى لندن و كوريا الشمالية، وكذلك كرئيس مجلس إدارة لشركة بريطانية للخدمات الأمنية، وحاليا هو رئيس لمركز جريدة الجمهورية للأبحاث السياسية. وواضح أن قائمة فى حب مصر التى يعدها اللواء سيف اليزل تحل محل القائمة التى كان يعدها د. كمال الجنزورى باعتباها القائمة التى تدعمها “الدولة”!. وقد انسحب د. الجنزورى من المشهد بعد أن أعربت الأحزاب السياسية فى الاجتماع الذى عقد مع الرئيس السيسى منذ نحو شهر عن خشيتها أن تكون تلك القائمة عودة لحزب وطنى جديد تابع للدولة، فقال الرئيس بوضوح إنه لا يدعم أى قوائم وقال للحاضرين “كونوا أنتم القوائم التى تريدونها”! و بالفعل بدأت محاولات كثيرة لوضع القوائم الانتخابية مثل قائمة الوفد المصرى، و قائمة “صحوة مصر” للدكتور عبد الجليل مصطفى ...إلخ غير ان مالفت النظر هو قيام اللواء سيف اليزل بالدعوة للقائمة التى يتهامس الجميع- مرة أخرى- بأنها قائمة الدولة، والتى تدعمها الأجهزة الأمنية...إلخ ما معنى هذا بعد ثورتين عظيمتين فى مصر؟ هل عادت أجهزة أمنية مرة أخرى لتتدخل بنفس الطريقة القديمة فى الحياة السياسية؟ ما يحدث هو إهانة للثورة المصرية، وانتكاسة لها، والأسوأ أنه يفتح الباب لفلول جماعة الاخوان الارهابية للحديث المقزز عن حكم “العسكر”!، وللأسف تكالبت بعض الأحزاب والشخصيات على اللواء سيف اليزل للدخول فى “حب مصر”. سياة الرئيس عبد الفتاح السيسى أتمنى أن تكرر تأكيدك أن الدولة، التى أنت رئيسها ورمزها، لا تتبنى قائمة فى حب مصر ولا فى عشق مصر!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف