حمدى الكنيسى
الإعلامي عبدالفتاح السيسي
جئت لتوضيح صورة مصر للعالم، كلمات بالغة الدلالة قالها الرئيس السيسي للإعلاميين الذين تجمعوا في نيويورك لتغطية ما تشهده جلسات الأمم المتحدة وخاصة دور مصر فيها، ولعل الرئيس ـ بطريقته الودود المهذبة ـ لم يشأ أن يقول: «سأوضح صورة مصر التي عجز إعلامنا الخارجي عن ابرازها وتوضيحها» لكنه علي كل حال قرر ان يقوم بمهمة الإعلامي، واستثمر تواجده في الأمم المتحدة من خلال الكلمة التي ألقاها وحملت في ثناياها كل ما يوضح الوضع في مصر وما تنتهجه من عمل دءوب للإصلاح الاقتصادي، ومواجهة الإرهاب بأشكاله المختلفة، والتحرك علي طريق الديموقراطية باستكمال خارطة الطريق، وقد كان من الممكن ان يكتفي بما حققته كلمته ـ إعلاميا ـ خاصة بعد التصفيق الذي حظيت به الكلمة اكثر من 10 مرات، لكنه ـ مرتديا بجدارة ثوب الإعلامي أجري «22» لقاء قمة ثنائية مع رؤساء دول يمثلون خمس قارات، وامتد نشاطه الإعلامي الي لقاءات مكثفة مع رؤساء الشركات وصناديق الاستثمار الامريكية وأطلعهم علي فرص الاستثمار، ثم حمل ميكرفونه وكاميراته الاعلامية «المتمثلة في أسلوبه وتركيزه وإدراكه لأفكار وخلفيات من يتحدث معهم خاصة المفكرين وصناع القرار ورموز العمل السياسي القيادي في أمريكا مثل «هنري كيسنجر» و«كلينتون» وابرز النواب في الكونجرس.. وأدار الحوارات معهم ليضعهم في الصورة تماما لما تحققه مصر.
> وبدلا من ان يلتقط أنفاسه ويخلد الي الراحة ولو قليلا، كان قد أعد العدة الإعلامية بقبول الحوار مع «وكالة الاسوشيتدس برس» وقناة «سي إن إن» وعدد من الصحف الكبري.
> هكذا قام الرئيس السيسي بدور «الإعلامي« الذي يجيد استثمار الفرص الدولية، ويملك القدرة علي التعبير عن قضايانا وانجازاتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولانه ـ بطبيعته ـ وتكوينه ـ يدرك جيدا قيمة «الوقت»، ويجيد تماما استخدام «الايقاع السريع» والعمل المكثف في أضيق وقت، حول الإعلامي عبدالفتاح السيسي تواجده في نيويورك خلال ستة أيام لا أكثر الي ميدان حرب إعلامية، وامتشق أسلحة الفكر والمعلومات والرؤية العميقة معتمدا علي ما حققه لنفسه من خبرة وثقة وحضور فاق تجربته الاولي عندما خاطب العالم من الأمم المتحدة في العام الماضي.
> والمثير أنه لم يكد يعود من رحلته المكثفة المرهقة، حتي سارع الي مواصلة دوره الإعلامي من خلال لقاءاته مع الذين استقبلتهم مصر من رؤساء حكومات ومسئولين كبار وممثلين لاتحادات إقليمية ودولية. وباستعداد وجاهزية «المقاتل الاعلامي« انتقل الي المجال الداخلي، واستعرض أمام الإعلاميين أوجه القصور والتخبط في تناول القضايا والأمور الداخلية، واكد من جديد اهمية تدارك الخطأ غير المبرر في غياب «ميثاق الشرف الإعلامي».
شكرا.. ولكن!!
من حقك يارئيسنا (الإعلامي) ان نشكرك علي ما قدمته وتقدمه في هذا المجال الخطير بالغ الاهمية والحيوية، لكننا نري ان ما يستكمل جهودك الإعلامية هو الإسراع بقيام المنظومة الإعلامية الجديدة التي نصت عليها مواد الدستور، وخاصة «نقابة الإعلاميين» التي تملك وحدها اصدار ميثاق الشرف الاعلامي، وتملك وحدها حق المراجعة والمتابعة والعمل علي الارتقاء بمستوي المهنة وتخليصها من الشوائب التي علقت بها.
إن ما يحدث من أخطاء وخطايا إعلامية تهدد القيم والمبادئ والاعراف كدعوة إحدي المذيعات للشباب كي يشاهدوا «الافلام الاباحية» وكما انزلق اليه البعض من ترديد «أخبار كاذبة» و«إشاعات مضللة» تضر أمن وسلامة الوطن، وتهدد علاقات مصر بدول شقيقة، كل ذلك يبرر الاسراع بصدور «قرار الرئيس بقانون» يحقق «لنقابة الاعلاميين تحت التأسيس» وضعها الدستوري لتنطلق في إصدار ميثاق الشرف الاعلامي، ومتابعة ومراجعة ما يصدر عن الاذاعات والقنوات العامة والخاصة، علما بأن الغالبية العظمي من الإعلاميين الوطنيين ينتظرون ويرحبون بقيام نقابتهم. كما ان مشروع قانون النقابة سبق عرضه علي لجنة «الاصلاح التشريعي» بعد توافق الجماعة الاعلامية عليه، وحظي المشروع- كما نعلم- بقبول اللجنة، ولا يتبقي سوي اقرار وزير العدل المستشار الكبير احمد الزند، ووزير الشئون القانونية المستشار العالم مجدي العجاتي، ليعرض رئيس مجلس الوزراء صيغة القرار المنشود ليصدره السيد الرئيس، دون انتظار لمجلس النواب الذي لن يبدأ قبل شهرين علي الاقل كما انه سيكون متخما بمشروعات القوانين العديدة، وقد يتسلل الي عضويته من يشجعون علي انفلات الإعلام ولا يرحبون بأي ميثاق شرف!!