الجمهورية
احمد الشامى
الفكر "اللئيم".. والدستور "الكريم"
بدأ فجر جديد يبزغ في سماء وطننا بعد سنوات من الألم والمعاناة أعقبت ثورة يناير 2011. وحتي اليوم.. فالانتخابات البرلمانية أصبحت علي الأبواب ولم يعد أمام المواطن المصري سوي الخطوة الأخيرة لتحقيق الديمقراطية والاستقرار بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية. خصوصاً أننا نعيش الآن في وسط بحر متلاطم الأمواج. إذ تواجه المنطقة العربية موجة من التغيرات الضخمة بعد أن خابت مساعي الكثير من جماعات الإرهاب والدول الأجنبية لتقسيمها. ولذا فإن وجود برلمان قوي منتخب بعناية سيكون دفعة قوية لتحقق آمال الشعب الذي هب في 30 يونيه هبة جسورة غيَّرت تاريخ مصر والعالم بعد أن رفض بقاء الإخوان "الطغاة" في سدة الحكم وأجبرهم علي الرحيل لتبدأ مرحلة البناء.
واختيار أعضاء البرلمان الجديد لم يعد ترفاً خصوصاً بعد ترشح عدد كبير من أعضاء الجماعة الإرهابية في مختلف الدوائر بطول مصر وعرضها بناء علي توصية من التنظيم الدولي للإخوان. لكن أسماء هذه العناصر باتت معروفة للجميع بعد نشرها من جانب وسائل الإعلام المختلفة. وأحسب أن علي البرلمان الجديد ألا يخشي الفكر "اللئيم" الذي بدأ ينتشر أخيراً من جانب بعض من يطلقون علي أنفسهم النخبة بالتحذير من الاقتراب من الدستور. أو تغيير أي من مواده فقد نسي هؤلاء أن عدداً كبيراً منها وضع علي عجل بهدف الانتهاء من صياغته خلال وقت محدد. بل إن بعض بنوده نصت علي أن تترك بعض القضايا الخلافية دون حل إلي حين عقد البرلمان الجديد. وتالياً فهو ليس قرآناً أو "الدستور الكريم" الذي لا يجوز الاقتراب منه فمن حق ممثلي الشعب أن يعيدوا قراءته وتغيير ما يلزم من مواد إذا شعروا أنها لا تحقق طموحات المواطنين الذين منحوهم الثقة ليصبحوا بذلك نواباً حقيقيين بعد أن يستفيدوا من تجارب من سبقوهم. سلباً وإيجاباً بما يحقق مصلحة الوطن خلال الفترة المقبلة.
وأري أن الواقع يؤكد أن المواطن المصري أصبح لديه قدرة كبيرة علي تشخيص ما يدور حوله واتخاذ القرار المناسب. ذلك أن المجتمع أصبح أكثر وعياً ونضجاً مع دخوله إلي عمق المشكلات التي يعاني منها منذ مئات السنين. بعد أن اكتشف أن لا مشروع إنسانياً عند أصحاب الأفكار المسمومة من الجماعات التي تتاجر بالدين ويفتقدون الرؤية علي إدارة البلاد. وهدفهم القبض علي السلطة والبقاء فيها وإقصاء كل المنافسين عنها. وهذا النهج لا يقبله شعب صنع ثورتين خلال أشهر معدودة. وهو الذي اختار قيادة تقوده إلي المستقبل وتأمين مستقبله بمشروعات عملاقة وأحدث الأسلحة في العالم وآخرها حاملتا الطائرات الفرنسيتان "ميسترال".
وأقول لكم إن الزمن لا يمكن أن يعود إلي الوراء. وانتخاب مجلس النواب يعني الانتهاء من خارطة المستقبل التي وضعها الشعب بإرادته الحرة وتالياً تحقيق الاستقرار الذي يحتاجه المجتمع داخلياً ليزيد من ثقل مصر في السياسة الخارجية التي تجعل منها لاعباً سياسياً واقتصادياً ذا أثر عالمي بعد أربع سنوات من الفراغ أعقبت ثورة يناير وأدت إلي الانكفاء علي شئوننا الداخلية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف