الأهرام
جمال زايدة
حالة مصر
بعيدا عن فتاوى بعض ضيوف البرامج الحوارية بالفضائيات وفى محاولة لتقديم تقديرات للموقف موضوعية من خلال مركز متخصص للدراسات جاءت إصدارات المركز الإقليمى للدراسات المستقبلية الشهرية التى وصلتنى من الصديق الدكتور عبدالمنعم سعيد.
هى دراسات اعتادت كبريات مراكز الدراسات الاستراتيجية فى الغرب أن تقوم بها بشكل دورى، بحيث يخضع الواقع السياسى والاقتصادى والاجتماعى لتحليلات يقوم بها متخصصون، وهى مهمة كانت تقوم بها مراكز دراسات غربية مثل فورد فاونديشن أو راند كوربوريشن من خلال تمويل الباحثين المحليين للقيام بهذه الدراسات.. بعدها استطاع مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية للأهرام الذى أداره الدكتور عبدالمنعم سعيد سنوات أعقبت الإدارة الرائعة للأستاذ السيد يسين عالم الاجتماع المعروف الذى فتح الباب لجيل من الباحثين بالمركز للدراسة بالغرب، سواء المرحوم محمد السيد سعيد أو عبد المنعم سعيد بالولايات المتحدة، ونبيل عبدالفتاح وضياء رشوان بفرنسا ،أو طه عبدالعليم فى روسيا، مما أوجد حالة من الزخم فى الحوار الوطنى أدارها وشارك فيها باحثون وطنيون على أعلى مستوى بالمعايير الدولية، من خلال الأهرام، شاركوا بالمعرفة والعلم فى الالتحام بمراكز البحوث الدولية بفاعلية لسنوات طويلة بحثا عن عملية انتقال ديمقراطى سلمى للسلطة فى مصر.
واستمرارا على النهج أقيم هذا المركز الجديد ليقدم بشكل علمى شهرى حالة مصر، هذا خلاف القضايا الإقليمية والدولية، وهو ما لا تتسع المساحة لعرضه.. لكن يبقى أهمية أن تمتلك مصر 10 مراكز على الأقل على هذا المستوى.. وأنا هنا لا أتحدث عما يسمى مركز دراسات الشخص الواحد الذى تسمع به فقط على الفضائيات.. لأن مصر لن تتقدم إلا بفتح الأبواب أمام باحثيها وخبرائها للحديث حول التحديات الراهنة.. أما الخبراء «الاستراتيجيون» الذين يظهرون فجأة ويختفون فجأة فلا أعلم من يمنحهم لفظ «استراتيجى» الذى أصبح محل تهكم المثقفين الآن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف