الجمهورية
جلاء جاب اللة
مصر .. والأهلي .. و"الأعدقاء"!
** مصر.. هي الوطن.. هي الماضي والحاضر والمستقبل.. مصر هي الثورة.. هي العطاء.. هي الأم..!!
** الأهلي هو نادي القرن.. هو نادي الوطنية والإنجازات.. هو تاريخ الرياضة المصرية.. هو الابن الأكبر لمصر الأم.
** وعندما أقول مصر هي أم الدنيا فهذا لا يقلل من قيمة كل وطن وعندما أقول ان الأهلي هو الابن الأكبر فهذا لا يقلل من أي ناد آخر أو أي ابن آخر..!!
.. والأعدقاء هم مزيج من الأصدقاء والأعداء اتفقوا علي ألا يتفقوا إلا في أمور لا يمكن أن يعتقد أحد انهم سيتفقون عليها يوما.. وهم أول من يحاول هدم كل إنجاز.
** مصر اليوم تكمل ثورتها.. ومع ذلك فهناك مشاكل كثيرة تقع فيها أو توضع فيها.. أو تدبر لها.. المهم انها تعيش الثورة.. وتعيش الأزمات أيضا لكنها حتما ان شاء الله ستنتصر.. وتعود لموقعها ومكانها ومكانتها.
مصر تكمل ثورتها بالانتخابات البرلمانية ولن تكتمل الثورة حقا إلا إذا خرجت كل جماهير 30 يونيه لتقول كلمتها وتحسن اختيار نواب برلمانها الذي سيحقق أحلام الثورة.. ويقود مصر إلي أمل الغد المنشود ان شاء الله.
مصر تعاني من إرهاب أسود.. وفساد مازال أمامنا وقت لاستئصاله تماما.. كما تعاني من الجهل والأمية وأمراض كثيرة لكن الخطر الحقيقي هو الجهل الذي يغذي المطالب الفئوية ويبعد البعض - دون قصد - عن الهدف الأساسي للثورة وبرغم كل المعاناة.. إلا ان مصر تملك كل مقومات النصر والإنجاز والنجاح.. نحتاج فقط إلي وعي الشعب.. وهو أصلا من أكثر الشعوب وعيا.. إلا أن أزمات الحياة تبعده أحيانا عن الطريق وعن الهدف.. غير أن أصالة هذا الشعب هي المحك.. وإيمانه هو الأساس الذي تنطلق منه إرادته لذلك فإن هناك حالة من اليقين انه في لحظة الجد.. والخطر تظهر حقيقة هذا الشعب ومعدنه الأصيل.. لذلك فإنني من الذين يراهنون علي أصالة المصريين ويراهنون علي أن الانتخابات البرلمانية ستشهد اقبالا رائعا يفوق سابقيها. ووعيا في اختيار النواب ليشهد مجلس النواب برلمان الثورة والمستقبل اختيارا مصريا وطنيا بعيدا عن المزايدات والستائر التي تخبئ خلفها بقايا الإخوان.. ومدعمي التطرف.. وكذلك الباحثين عن مصالح شخصية.. والمدعومين من الخارج أو المدعومين من رأسمالية لا تبحث إلا عن مصالحها علي حساب الوطن.
أعرف ان الاختيارات أمام الناخبين ستكون صعبة.. لأن هناك أحزابا - من أجل نصر باهت - رضيت بأن تكون ملجأ لبقايا الإخوان.. وأحزابا من أجل مصالح خاصة تنفق سرا وعلانية ملايين هنا وهناك.. والأدهي أن هذه الملايين يتم انفاقها علي المرشحين إلي جانب قلة من الناخبين.. كما عادت ظاهرة البلطجة في الانتخابات لحماية مرشح أو أكثر لكن الأهم ان كثيرين يراهنون علي أن الشعب الذي يريد أن يحمي وطنه ويحمي ثروته من هؤلاء وأولئك سيخرج ليقول كلمته ويحسن اختيار النائب الذي يمثله بحق..!!
** الأهلي نادي الوطنية المصرية.. ليس ناديا كرويا بل هو ناد رياضي ثقافي اجتماعي.. ناد له تاريخ وجذور.. لذلك فهو يمتلك كل عناصر القوة والفوز والبقاء مهما تداعت عليه القوي المضادة من هنا وهناك.
** إذا فاز الأهلي اليوم - وهو فوز متوقع - ستخرج الجماهير لتهتف للأهلي.. وسينقطع لوقت ما.. خيط المؤامرة علي الأهلي.. وعلي طاهر الأهلي [أقصد محمود طاهر رئيس النادي] الذي أعطي ومازال يعطي بصدق واخلاص وثقة.
المؤامرة علي الأهلي أشبه - مع الفارق الكبير - بالمؤامرة علي مصر.. فالأهلي هو أكبر ناد في إفريقيا وفي الوطن العربي.. ووجود رجل مثل محمود طاهر في رئاسته دليل علي ان النادي يعيش حالة ثورية تطمح لتحقيق أفضل الإنجازات.. وهذا ما يخطط له محمود طاهر بالفعل ويعمل من أجله ليل نهار وأعطي من ماله ووقته وجهده وفكره وعمله الكثير في هذا المجال ولكن نتائج الكرة خيبت الأمل في إظهار هذا العطاء.. لأنه وللأسف فإن نتائج الكرة هي مقياس الأداء لدي الجماهير.
أذكر انني سألت المشير أبوغزالة - رحمه الله - هل يترشح لرئاسة الأهلي؟ وكانت مصادر عديدة قد أكدت نية الرجل خوض الانتخابات لرئاسة الأهلي.. فقال لي: في حوار نشرته "الجمهورية الأسبوعي" آنذاك هل تقبل أن يكون قائد جيش مصر يوما ما رئيسا لناد تهتف له الجماهير إذا سجل لاعب هدفا وتهتف ضده الجماهير إذا أخفق اللاعب في تسجيل هدف لأي سبب؟.. انني اربأ بقائد جيش مصر أن يكون في هذا الموقع وتلك هي الحقيقة فانك مهما بذلت من جهد فإن نتائج الكرة خاصة الفريق الأول هي التي تحسم موقف الجماهير.
وهنا يفرض سؤال نفسه: وهل الجماهير هي التي تدير أي ناد الآن خاصة في ظل فوضي الالتراس؟
طبعا لا.. فالجماهير مكانها المدرجات والتشجيع ولا تدير النادي مهما كان وعيها والجمعية العمومية هي صاحبة الحق الأول وقد فوضت مجلس الإدارة في هذه المهمة والحساب ليس بالقطعة.. ولا بالشهر لكنه حساب ختامي في نهاية مدة المجلس أما الضغط علي مجلس الإدارة - أي مجلس إدارة - بالجماهير والالتراس فهو أسلوب مرفوض مهما كان.. والحساب بالقطعة مرفوض مهما كانت النتائج خاصة وأن الجميع يعي جيدا ان هناك من يدفع هؤلاء وأولئك نحو تصفية حسابات انتخابية سابقة ولاحقة..!!
ما يحاك للأهلي من مؤامرات يشبه إلي حد ما ما يدبر لمصر داخليا وخارجيا.. وما يحاول أن يفعله المتربصون بالأهلي خوفا علي مصالحهم أو بحثا عن مصالح فقدوها أو يريدونها أو انتقاما لمصالح ضاعت منهم.. لا يختلف عما يفعله المتربصون بمصر إلا في الحجم والقيمة والكم.
فالأهلي جزء وابن للأم الكبري التي تواجه المؤامرات داخليا وخارجيا بثقة وقوة وإيمان يقودها رئيس مؤمن بربه واثق في وطنه وشعبه.. واثق في نفسه لأنه ابن المؤسسة العسكرية الوطنية.
وفي اعتقادي - مع الفارق الكبير في التشبيه - ان محمود طاهر الذي يمثل مدرسة النبلاء في الرياضة المصرية سينتصر لأن النبل والشجاعة والعلم والعمل والإيمان حتما ستنتصر حتي لو خسر مباراة أو خسر بطولة.. فالأحكام لا يبنيها العقلاء بالقطعة.
أنا هنا لا أدافع عن محمود طاهر الانسان أو الشخص أو رئيس النادي الأهلي فهو أقدر مني في الدفاع عن نفسه ولكن أدافع عن القيمة والمعني والنبل.. أدافع عن الرجولة والعطاء الصادق من رجل أعرفه عن قرب أعطي لناديه بصدق وإخلاص وكل جريمته انه ليس نجما كرويا وأن النادي كان يوما ميراثا دون وجه حق فكان الوارثون هم الأعدقاء.. أعداء للحق.. وبعض أصدقاء للحق اتفقوا ضد الرجل برغم انهم علي ثقة ويقين من انه واحد من النبلاء المجتهدين المخلصين وكانت الفرصة أمامهم سانحة عندما خسر الأهلي بطولة أو مباراة..!!!
** صدقوني ان استقرار النادي الأهلي جزء مهم من استقرار مصر.. وإن إنجازات الأهلي - ولست الآن في موقع الحديث عن هذه الإنجازات - جزء من إنجازات الوطن.. والأهلي المدرسة الحقيقية للوطنية والعمل والرياضة. - أقول الرياضة وليس الكرة وحدها - سيظل علامة مصرية لن تغيب أبدا.. وهذا ليس تقليلا من شأن أندية عظيمة أخري كالزمالك والإسماعيلي والاتحاد والترسانة والمصري والمنصورة والمحلة وغيرها.
*. يا أيها الأعدقاء.. ابعدوا أيديكم عن الأهلي واتركوه يعمل مهما كانت النتائج فالقادم أفضل.. والإنجازات قادمة.. قادمة.. قادمة ان شاء الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف