وسط توقعات بانخفاض معدلات التصويت في المرحلة الأولي لانتخابات مجلس النواب المصري والتي تبدأ في التاسعة من مساء غد الجمعة حينما يدلي المصريون في نيوزلندا بأصواتهم في الاستحقاق الثالث والاخير من خارطة الطريق التي أعلنت في 3 يوليو 2013 وتم تبديل ترتيب الاستحقاقين الثاني بالثالث خلال عام 2014.
ولأن مصر بعظمتها هي إحدي الدول القليلة التي عرفت الحياة البرلمانية منذ حوالي 150 سنة وبالتحديد عام 1866 حينما أُنشئ مجلس شوري النواب في عهد الخديوي إسماعيل وكان قد سبقه محمد علي باشا بتكوين مجلس عالي لإدارة البلاد يتم انتخاب معظم اعضائه وكان ذلك في عام 1824 فقد كان اهتمام وزارة الشباب والرياضة خلال اللقاءات الحوارية المتعددة مع الشباب والشابات ضمن برنامج "حوارات شبابية" أن تكون مشاركة الشباب والشابات في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة بنسب عالية وواضحة ومؤثرة بشكل كبير في نتائج العملية الانتخابية . وليس ذلك فقط لتأكيد دور الشباب والشابات فيما حدث من تغيير في مصر خلال السنوات القليلة الماضية. وإنما أيضاً لأن البرلمان القادم سيناقش ويراجع قوانين كثيرة تم إقرارها في الفترة السابقة يتعلق العديد منها بأمور الشباب والشابات وقضاياهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. كما أن هذا البرلمان سيراقب عمل الحكومة من خلال متابعة دقيقة ومستمرة. وسيقوم نواب الشعب أيضاً بتمثيل البلاد في المحافل الدولية والعالمية من خلال المؤتمرات واللقاءات التي تعقد مع نظرائهم في مختلف دول العالم.
ومن المهم أيضاً أن يشارك الشباب والشابات في اختيار نوابهم في البرلمان المقبل استعداداً لانتخابات المحليات والمزمع إجراؤها خلال العام القادم والتي سينجح فيها علي الأقل 14 ألف شاب وفتاة وهم يمثلون 25% من قوام أعضاء المحليات في مختلف محافظات الجمهورية الأمر الذي يتطلب بضرورة الحال التنسيق والتواصل والتعاون المستمر بينهم وبين نوابهم الذين هم بصدد اختيارهم الآن.
ولاشك أن الشباب والشابات سيكون لهم الدور الأكثر تأثيراً في نتائج العملية الانتخابية . وسيكون للمرأة المصرية وخاصة الشابات منهن دور لا يقل أهمية عن الشباب . لأنهم أثبتوا خلال الفترة الماضية مدي قدرتهن علي تحقيق إنجازات تتساوي مع ما يقدمه الشباب. فالدور الذي تلعبه الفتاة المصرية في الحياة الرياضية مثلاً أصبح إلي حد كبير مساوياً لدور الشباب وإنجازاتهم في مختلف المحافل الدولية. فعلي سبيل المثال حصدت مصر المركز الأول في منافسات دورة الألعاب الأفريقية التي أقيمت الشهر الماضي بالكونغو برازفيل بحصولها علي 217 ميدالية متنوعة . كان للفتيات المصريات فيها نصيب يتجاوز 40% من إجمالي عدد الميداليات . وفي الميداليات البرونزية تحديداً شارفت النتائج علي التساوي بين الشباب والفتيات واللاتي حصلن علي أكثر من 45% من إجمالي عدد الميداليات البرونزية. والأمثلة عديدة علي صعود دور الفتاة المصرية وقدرتها علي تحقيق إنجازات مساوية للشباب. فضلاً عن حرصها علي المشاركة في كافة مناحي التنمية وخاصة المشاركة السياسية منها.
ستعمل الدولة بكل وزاراتها وهيئاتها وأجهزتها التنفيذية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومن قبلهم جميعاً الشباب والشابات علي إخراج هذا الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة الطريق بالشكل الذي يليق بمكانة مصر وتاريخها العريق وستكون مشاركة الشباب والشابات في تلك الانتخابات بشكل كبير ومكثف في كافة الدوائر الانتخابية دليلاً علي وعي الشباب والشابات وإدراكهم لأهمية مشاركتهم خلال تلك المرحلة . لتكون بذلك بداية جديدة لاكتمال مؤسسات الدولة وتمكينها من الانطلاق نحو تحقيق خطط التنمية وتنفيذ المشروعات الكبيرة التي تحقق تطلعات هذا الشعب وتلبي احتياجات شبابه.