نبيل فكرى
مطالبنا بسيطة يا دكتور سلطان
الناس تلتمس العذر للحكومة حتي الآن. وتعلم أن الرئيس الوطني المخلص عبدالفتاح السيسي ورث تركة مثقلة أعانه الله عليها. لكن هناك مطالب بسيطة لا يمكن أن تتأجل لسنوات. خاصة إذا كانت علي تماس مع حياة الناس الذين ينتظرون منذ عقود لإنجازها دون أن يتدخل أحد ومن ا لمشاكل البسيطة في البحيرة. ما يعانيه أهالي منشأة صالح التابعة لمجلس قرية الأبعادية. والذين يحيط بهم الخطر أرضاً وجواً. سواء من الترعة التي تحولت إلي مقلب للنفايات والقمامة أو من أسلاك التيار العالي التي تمر فوق بيوتهم للدرجة التي اضطرتهم لربطها بالحبال لابعادها عن البلكونات.
ترعة منشأة صالح تقسم البلدة إلي نصفين لمسافة 300 متر فقط وتحولت مع السنوات إلي مقلب للقمامة. الأمر الذي يمثل خطرا داهما علي صحة الناس. ومنذ عام 1980 وهم يطلبون تغطيتها. خاصة انها لا أحد يروي منها. ومن غير المعقول ان يطول الانتظار لقرابة 40 عاما دون أن يشعر بهم أحد.
أما كابل الكهرباء بقوة 11 ألف فولت والذي يمر فوق منازل أهلنا البسطاء لمسافة 200 متر. فأحيانا يجبر الناس علي ترك منازلهم خوفا من الخطر. وليس مقبولا ان تقف الدولة عاجزة عن التدخل لزحزحة هذا الخطر بعيدا عن أهلنا لقد التمسنا العذر للحكومة في الماء الذي لا نشربه حتي الآن. ونصدقها في أن هناك بلادا جديدة اضيفت الي بلادنا تقاسمنا الماء حتي لم يعد يكفينا. ونصدق الحكومة في سعيها إلي تغيير الواقع المؤلم في قرانا بالذات. ولكن لا تعولوا كثيرا علي صبر "الغلابة".. هؤلاء القانعون الصابرون الحامدون.. هؤلاء الذين يتقاسمون الرضا ويعذرون بلدهم. ولكن من يعذرهم ومن يحنو اليهم.
الواقع في معظم قرانا ليس علي ما يرام اطلاقا. في نديبة وتوابعها وفي الابعادية ودسونس وسنهور وافلاقة وشرنوب وزاوية غزال وفي الكثير من القري مثل قراقص التي تستعد الآن لاستقبال شهور الغرق في شوارعها ولا أحد يستعد ولا أحد يذهب الي الناس ليقول لهم انكم في الذاكرة وان الدولة لا تنساهم.
رسالة إلي الدكتور محمد علي سلطان محافظ البحيرة وهو من حظ البحيرة: لا تلتفت إلي أحد غير الناس ولا تراهن علي أحد سواهم.. نحن محظوظون بك. والناس تدرك أن حملات التشويه الصفراء لأنقي من جاء الي البحيرة انما هي لحرماننا من طبيب انسان.. ندرك أن الحمل ثقيل. ولكن ابدا يا دكتور بهذه المطالب البسيطة.. ستكون فرصة لأن نقول للناس انهم في ذاكرة الدولة والحكومة.
يا دكتور سلطان.. الناس تلتف حولك يوما بعد يوم. ولكن بعضا ممن حولك يفضون الناس عنك. فتخلص من هؤلاء واسند كتفيك الي الناس. وهم بإذن الله لن يخذلوك.
بقيت رسالة أخيرة. لا أدري لماذا ألحت علي الآن. وتتعلق برجل أقر القضاء بأنه مظلوم وهو سامح خليل الذي كان يعمل نائبا لرئيس مجلس مدينة أبو المطامير قبل ان تحاك مؤامرة لابعاده عن منصبه. وتعلم بأمره يا دكتور سلطان.. لا تتركه. اسأل عنه وتحري عن قضيته العادلة. فإن آمنت بأنه بريء ستكون مسئولاً أمام الله عن انصافه.. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
ما قبل الصباح
لا تسدوا نوافذ الأمل أمام الناس .. الغلابة هم كل مصر.. هم أروع ما في مصر.. لا تخذلوهم واتقوا دعوتهم لأنهم مظلومون.