المساء
السيد العزاوى
الهجرة من أم القري للمدينة ومشوار الصبر والنصر!!
ونحن نعيش هذه الأيام في رحاب الهجرة للرسول سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم واصحابه من أم القري إلي المدينة المنورة.. وتأتي هذه المناسبة في العام ألف واربعمائة وسبعة وثلاثين بعد هذا الحدث العظيم الذي يحمل الكثير من العبر والدروس ومدي التضحيات التي قام بها الرسول الكريم وأصحابه في مواجهة التحديات والاعاصير التي اثارها صناديد مكة وكفارها في محاولات يائسة لاثناء صاحب الرسالة المحمدية عن الاستمرار في دعوة الحق لهداية بني قومه والعالم أجمع إلي طريق الحق والعدل ووضع نهاية لتلك الجاهلية التي انتشرت في سائر اركان الجزيرة العربية.
لقد كانت عبادة الاصنام هي اللغة السائدة في مكة وما حولها. الاصنام في جوف الكعبة. الكل يسجد لها ويعبدها من دون الله سبحانه دون عقل أو وعي أو ادراك أن هذه الاصنام لا تسمع ولا تضر أو تنفع. لكنها سلوك الاباء والاجداد وهؤلاء يرددون: "انا وجدنا آباءنا علي أمة وانا علي آثارهم مهتدون" وفي آية اخري من نفس سورة الزخرف "انا وجدنا آباءنا علي أمة وإنا علي آثرهم لمقتدون" من الآيتين 22و 23 الزخرف. هؤلاء الكفار قد الغوا عقولهم ولم يلتفتوا إلي نداء الحق والعدل والهداية واستمروا في عنادهم ومكابرتهم ووضع العراقيل من أجل وقف مواكب النور والهداية.
ولتحقيق أهدافهم لم يتركوا أي سبيل إلا وسلكوه إرضاء لأطماعهم وتشبثاً بتقاليد الأباء والأجداد وذلك لدرجة أنهم ذهبوا إلي "أبي طالب" عم الرسول وطالبوه بضرورة التدخل لدي ابن أخيه لكي يتوقف عن مسيرته وعرضوا عروضاً منها أنه إن كان يريد مالاً جمعنا كل ما يريده وإن كان يريد أن يكون سيداً علينا منحناه هذه الفرصة. وفي محاولة من العم قام بنقل هذا العرض علي ابن أخيه لكي يتعرف علي رأيه فيما طرحه أهل مكة. وقد جاءه الرد يحمل إصراراً بكل قوة فقد قال له الرسول الكريم بلهجة نابعة من القلب : والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري علي أن أترك هذا فلن أتركه حتي يظهره الله أو أهلك دونه. وهنا قال له العم : يا ابن امض في طريقك ووالله لن أسلمك إليهم أبداً ثم أخذ يقول بتلقائية :
ولقد علمت بأن دين محمد..
من خير أديان البرية ديناً
لولا الملامة أو حذار مسبة
لوجدتني سمحاً بذاك مبيناً.
وقد توالت الحروب والإيذاءات للرسول وأصحابه وكتب التراجم والسير مليئة بالكثير من القصص الدامية التي تحكي مدي صمود هؤلاء المسلمين الضعفاء ضاربين ابلغ الأمثلة في الصبر وتحمل الأذي بكل ثبات فها هو بلال بن رباح كان نموذجاً للفتي الذي امتلك الإيمان بالله ورسوله كل وجدانه فاستعذب الضرب والإيذاء بوضعه تحت لهيب الشمس الحارقة وأخذ يردد "أحداً . أحداً" رافضاً أن ينطق بأي كلمة ضد المنهج النبوي المحمدي رغم أن الله قد أباح له أن ينطق بهذه الكلمة تحت الإكراه "إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان" لكن بلال قال : والله لن أنطق بهذا مطلقاً ولا أقبل أن تصيب الرسول أي شوكة بينما أكون في أمن وسلامة. لن يحدث ذلك أبداً.
اتقوا الله ولا تشوهوا صورة العلماء!!
الساحة الإعلامية خاصة القنوات التليفزيونية تبث في بعض الأحيان أقوالاً تحمل اتهاماً لرجال وعلماء أفاضل دون تدقيق أو رجوع لهذا الرجل أو العالم وهنا بعض الصحفيين يقع للأسف في هذا الخطأ من ذلك علي سبيل المثال ما نسب للعالم الجليل أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء.. أنه قال في اجتماع في احدي القاعات أن الاجتماع تحفه الملائكة.. هكذا دون تأكد لمناسبة هذه العبارة ولماذا قيلت لكن شاءت إرادة الله تبرئة هذا العالم من تلك الأقوال المرسلة حيث أوضح من حضر هذا الاجتماع أن هذه العبارة لم تصدر من الدكتور أحمد عمر هاشم مطلقاً. كما نفي ذلك بشدة هذا العالم والحقيقة قالها بكل وضوح : إن هذه القاعة التي عقد بها هذا الاجتماع شهدت جلسات الصلح بين بعض المتخاصمين في قضايا الثأر وتعانق المتخاصمين بعد خصام وعناد في مودة ورحمة وحقن للدماء وفي هذا الجو المفعم بالمحبة والمودة وذلك المشهد هو الذي دعا العالم الجليل أن يقول : إن الملائكة تحف هذا الاجتماع تقديراً لمسيرة الصلح وانهاء الخصومات الثأرية وحقن دماء الأبرياء.. وفي هذا المجال نود أن نقول لمن يطلق أي عبارة أو اتهام لأي عالم اتقوا الله.. لا تشوهوا صورة العلماء.. تأكدوا ودققوا قبل أن تنطقوا بأي اساءة لأي إنسان أو عالم من علمائنا الأجلاء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف