الجمهورية
لويس جرجس
التاريخ بين الاستبعاد والفتاوي
ـ تابعت طوال الأسبوع الماضي قضية د. خالد عزب مدير المشروعات العامة بمكتبة الإسكندرية الذي تم استبعاده من عضوية مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية بعد انتخابه بواسطة أعضاء الجمعية البالغين الراشدين.
الاستبعاد جاء بناء علي طلب الإدارة العامة للأمن من إدارة شرق مدينة نصر للشئون الاجتماعية.
لم تسفر المتابعة الدقيقة للموضوع عن التعرف علي أسباب الاستبعاد وهو ما أثار حيرتي واستغرابي. فما أعرفه ان جمعية الدراسات التاريخية تضم شخصيات علمية من أساتذة جامعة وغيرهم من المتخصصين في التاريخ المصري وهم أناس علي مستوي عال من النضج الفكري والمعرفة والثقافة. كما ان الكيان الذي ينتمون إليه بحكم التخصص هو جمعية علمية تشجع الأبحاث العلمية في مجالها وهو التاريخ المصري. أيضاً أعرف ان أعضاء الجمعية أناس بالغون ويعرفون بعضهم بعضاً تمام المعرفة بحكم التخصص الدقيق وبحكم اللقاءات الدورية بينهم في مؤتمرات سنوية تنظمها الجمعية وتخصصها لمناقشة علمية لقضايا محددة في التاريخ المصري وهو ما يثري هذا المجال الحيوي في حياتنا الثقافية بالجديد دائماً.
نعود إلي قضية الاستبعاد الذي اتضح ـ حتي الآن ـ انه لأسباب غير معلومة. الأمر الذي يفتح الباب للتساؤل حول دور الأمن. هل هو تتبع من تحوم حولهم الشبهات للتأكد من صحتها وتقديمهم للمحاكمة أم إصدار أحكام دون متابعة قانونية؟ فلو ان الدكتور عزب متهم في قضايا أخلاقية أو سياسية أو جنائية فالواجب تقديمه للمحاكمة وإخضاعه للقانون. إما أن يكون الاستبعاد دون ذكر أسباب فهو أمر يدعو للتساؤل والاندهاش وانتظار تفسير مقنع.
قادتني المتابعة إلي التعرف علي بعض ملامح شخصية الدكتور "المستبعد" فوجدت انه متخصص في الآثار الإسلامية بحكم دراسته بكلية الآثار التي تخرج فيها في 1988 وانه يعمل لسنوات طويلة بمكتبة الإسكندرية وحصل علي الدكتوراه من كليته حول "التحولات السياسية وأثرها في العمارة بمدينة القاهرة من العصر الأيوبي إلي عصر الخديو اسماعيل" وانه أصدر أكثر من 15 كتابا أحدها من مطبوعات كتاب الجمهورية عام 2001 بعنوان "المدن التراثية في العالم الإسلامي".
قادتني المتابعة أيضاً إلي التعرف علي رأي للدكتور "المستبعد" في قضية خاصة بالجمعيات العلمية حيث كتب "إذا أرادت مصر نقلة نوعية لابد من استصدار قانون خاص ينقل تبعية الجمعيات العلمية من وزارة التضامن الاجتماعي إلي وزارة الثقافة في مجال الدراسات الإنسانية والبحث العلمي في مجال الدراسات التطبيقية وهو رأي يستحق المناقشة".
ـ ومادمنا في مجال التاريخ فلنتأمل ما أفتي به أحد مذيعي الفضائيات حيث قال بكل ثقة إن خوفو ليس باني الهرم الأكبر ولكن ملك تاني ثم يضيف "احنا شعب اتلعب في تاريخه".. أعتقد ان هذا المذيع يستحق أن يكون رئيساً للجمعية التاريخية أما "المستبعد" فيستحق ما جري له.
ـ ومازلنا مع التاريخ ونقرأ ان مؤيدي الرئيس المخلوع يحتفلون بعيد القوات الجوية بالتجمع أمام مستشفي المعادي العسكري حيث يقيم مبارك! موقف يبشر بأنه مازال لدينا من يهتم بالمتاحف والآثار.
لقطة :
فايزة محمود بطلة تنس الطاولة الحاصلة علي الميدالية الذهبية في بطولة أفريقيا لتنس الطاولة لمتحدي الإعاقة وتأهلت للأوليمبياد بالبرازيل 2016 وهي مرشحة للانتخابات البرلمانية عن محافظة القليوبية. صورة مشرفة للمرأة المصرية المتحدية كل الصعاب من أجل الوصول إلي العالمية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف