الجمهورية
د. أحمد جاد منصور
رسالة إلي ناخبي البرلمان
تتعلق الآمال بالانتخابات البرلمانية القادمة.. لانتخاب برلمان علي أعلي درجة من الكفاءة والقدرة والوطنية والانتماء حتي يمكن إدارة شئون البلاد.. وباكتمال هذه الخطوة تكون مصر قد استكملت خريطة الطريق لتؤكد التزامها بتعهداتها أمام المجتمع الدولي.
كما تنبع أهمية البرلمان من أن الرأي العام والمواطنين أصبحوا طرفاً في الحياة السياسية يحسمون المعارك السياسية.
وسيتم تشكيل مجلس النواب من "568" عضواً ينتخبون بالاقتراع السري المباشر. بواقع "448" مقعداً بالنظام الفردي. و"120" مقعداً بنظام القوائم المغلقة المطلقة بالإضافة إلي نسبة 5% من الأعضاء يجوز طبقاً للدستور لرئيس الجمهورية تعيينهم.. وبذلك يصبح العدد الاجمالي لأعضاء البرلمان 596 عضواً.. علماً بأن عدد الناخبين يبلغ حوالي "55" مليوناً وستمائة وستة آلاف مواطن موزعين علي "27" ألف لجنة فرعية.
وستتم الانتخابات علي مرحلتين بدءاً من يوم "18" أكتوبر وتنتهي في 2 ديسمبر ..2015 علماً بأن المقاعد في دوائر القوائم الأربعة سوف تشمل أعداداً للمسيحيين. والعمال والفلاحين. والشباب. والمرأة. والأشخاص ذوي الاعاقة والمصريين بالخارج.
ولاشك أن الانتخابات البرلمانية سوف تتم في ظل العديد من المستجدات والمتغيرات من أهمها أجواء التحول الديمقراطي الحقيقي التي تسود مصر منذ ثورتي 25 يناير و30 يونيو. وادخال تعديلات جوهرية علي كل من الدستور وقوانين الانتخابات بما يكفل الممارسة الفعلية للمواطنين لكل حقوقهم وحرياتهم العامة. ووضع نظام قانوني جديد في الانتخابات يتمثل في تطبيق نظام يجمع ين القوائم والقواعد الفردية. واتباع نظام جديد في إعداد قاعدة بيانات الناخبين والغاء الجداول الانتخابية القديمة. وإتمام الانتخابات تحت اشراف قضائي كامل. وإعادة توزيع وتقسيم الدوائر الانتخابية وفق أسس موضوعية بما يكفل مراعاة التمثيل العادل للسكان والمحافظات والتمثيل المتكافيء للناخبين. واقتصار دور الجهات الأمنية المعنية علي تأمين أطرافها.
ولقد عهد القانون الي اللجنة العليا للانتخابات بإدارة عملية الانتخاب بدءاً من إعداد قاعدة البيانات حتي إعلان النتيجة وحفظ الأوراق. وهي لجنة محايدة مستقلة قضائية تتمتع بكل ضمانات القانون ويرأسها رئيس محكمة استئناف القاهرة.
عزيزي الناخب.. عليك أن تتعرف علي مكان اللجنة الفرعية المقيد بها من خلال الوسائل المختلفة التي تعلن عنها اللجنة العليا للانتخابات.. وأن تتوجه يوم الانتخابات خلال المواعيد المحددة من "9" صباحاً الي "9" مساءً. وأن تقدم لرئيس اللجنة أو أحد أعضائها بطاقة الرقم القومي حتي ولو كانت منتهية. أو جواز السفر المميكن للتحقيق من شخصيتك. بعدها سوف تتسلم من رئيس اللجنة بطاقتي انتخاب الأولي بيضاء للنظام الفردي والثانية خضراء لنظام القوائم. تتوجه بهما خلف الساتر.
بالنسبة لاستمارة النظام الفردي عليك أن تؤشر أمام العدد المحدد من المرشحين للدائرة لأنه قد يكون مطلوباً مقعداً أو مقعدين أو ثلاثة وفي حالة التأثير علي عدد أكثر أو أقل يبطل الصوت. وفيما يتعلق بنظام القوائم يتم التأشير أمام قائمة واحدة فقط.
وحتي لا يفقد صوتك الانتخابي قيمته نوضح أهم حالات بطلان الصوت ومنها اختيار الناخب أقل أو أكثر من عدد المرشحين المحدد للدائرة في النظام الفردي. وفي ورقة الانتخاب بنظام القوائم يبطل الصوت إذا تم اختيار أكثر من قائمة أو إذا لم يؤشر الناخب علي أي من القوائم. أو أشر أمام أسماء المرشحين بداخل أكثر من قائمة.
كما يبطل الصوت في أي من ورقتي الانتخاب الفردي والقوائم إذا استعمل الناخب القلم الرصاص. أو علق رأيه علي شرط. أو وقع علي البطاقة. أو أثبت بها أي اشارة أو علامة ترد عليه. أو إذا ثبت رأيه علي بطاقة غير التي سلمها إليه رئيس اللجنة.
ومن حق الناخب أن يتسلم من رئيس اللجنة الفرعية بطاقة انتخاب مفتوحة علي ظهرها ختم اللجنة وتاريخ الانتخاب. وأن يتوفر بمقر اللجنة ساتر يمكنه من ابداء رأيه في سرية. وعدم التأثير علي حريته في ابداء صوته من أي من الأشخاص المتواجدين داخل مقر اللجنة الفرعية. وبالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة يمكن لهم ابداء رأيهم شفاهة علي انفراد لرئيس اللجنة الفرعية الذي يثبته في البطاقة.
وعلي الناخب اصطحاب بطاقة الرقم القوي أو جواز السفر المميكن عند التوجه الي مقر اللجنة الفرعية. وعدم حمل السلاح داخل جمعية الانتخاب. واتباع التعليمات التي يحددها رئيس اللجنة الفرعية بوصفه المسئول عن حفظ النظام داخل اللجنة. وحظر الدعاية لأي من المرشحين داخل مقر اللجنة الفرعية بما في ذلك البوح بأسماء المرشحين أو القائمة التي قام باختيارها أو ينوي اختيارها.
وتعد الدعاية الانتخابية من أهم المراحل التي تسبق عملية التصويت باعتبارها وسيلة تعريف المواطنين بمرشحيهم وبرامجهم السياسية.. ويجب أن يحكمها عدة ضوابط تتمثل في مبدأ المساواة في منح الفرص لكل المرشحين للتعبير عن أفكارهم واتجاهاتهم. وحياد السلطة الإدارية. وصحة الوسائل المستخدمة في الدعاية الانتخابية.. وتنتهي فترة الدعاية الانتخابية الساعة الثانية عشر ظهراً من اليوم السابق علي التاريخ المحدد للانتخاب.
ولاشك أن تأمين مقار الانتخاب واللجان الفرعية والعامة هو مسئولية جهاز الشرطة بالتنسيق الكامل مع القوات المسلحة.. ويقتصر دورهم علي حفظ الأمن من الخارج. وتأمين الصناديق ورؤساء اللجان دون التواجد داخل اللجان الفرعية إلا بناء علي طلب رئيس اللجنة.. كما أن عليهم تسهيل دور المراسلين الأجانب المعتمدين وممثلي منظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني الحاصلين علي تصريح من اللجنة العليا للانتخابات في دخول المقرات الانتخابية دون المساس بعملية الاقتراع.
عزيز الناخب.. علينا جميعاً أن نحسن الاختيار لأنه أساس النجاح وآن لنا أن نحلم ببرلمان قوي وطني لا أغراض شخصية له.. يكون حريصاً علي أداء دوره الرقابي والتشريعي حتي يسهم بدور فاعل في دوران عجلة التنمية بالبلاد.. وإذا لم نحسن الاختيار فإن فاتورة الحساب سوف تكون باهظة التكلفة لمدة خمس سنوات أو عشر سنوات أخري قادمة ولن يدفعها إلا الشعب المصري.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف