علي خلاف من يرون في التدخل العسكري الروسي في سوريا ساحة للمواجهة بين موسكو و واشنطن, وبابا جديدا للصدام بين الغريمين التقليديين، أري أن الأمر ليس كذلك. بل ثمة صراع خفي ومكتوم بين الدب الروسي وملالي الجمهورية الاسلامية ايران علي الملعب السوري، الذي لطالما ظن الإيرانيون أنه صار ملكهم الي جانب الساحة العراقية واللبنانية وأخيرا اليمنية. ظنت القيادة الإيرانية أن الدعم الروسي للأسد سيقتصر علي توفير السلاح المتطور، أوربما ارسال خبراء ومستشارين للتدريب، لكن كانت المفاجأة أن روسيا نزلت بثقلها. ظل الايرانيون طويلا يناورون بالورقة الروسية في صراعهم مع الغرب، حتي جاء توقيع طهران علي الاتفاق النووي مع الغرب ليوقظ الدب من غفوته.
الان، بدأ الاختلاف في المواقف بين موسكووطهران يظهر الي العلن، ربما ليس في سوريا بعد، لكن في اليمن مثلا، اعلن الروس دعمهم للقرار الاممي الذي يخدم السعودية وحلفاءها، ويساعد علي حصار الحوثيين. فتحت موسكو ابوابها علي مصراعيها ايضا لمنافسي ايران الاقليميين، فاعتدنا زيارات متكررة لمسئولين سعوديين وإماراتيين لموسكو، تمهد لفتح صفحة جديدة بين الجانبين. وتسعي القيادة الروسية حاليا لزحزحة الايرانيين عن ساحتهم العراقية عبر الاعلان عن الاستعداد لشن هجمات علي تنظيم داعش في بلاد الرافدين. وأمام هذه الصحوة الروسية، تبذل ايران كل ما بوسعها لتكريس نفوذها علي الارض السورية، ولكن يبدوأ نها ستدفع ثمن ذلك باهظا بعدما فقدت 6 من أبرز قادتها البارزين في غضون ايام قليلة خلال المعارك بسوريا،وستفقد المزيد،س والاهم هوخسارتها القرار العسكري الذي بات في قبضة الروس.